"لن أعيش في جلباب أبي" خلطة درامية لا تقاوم.. سر 30 حلقة مابنزهقش منها
كتبت/ زيزي عبد الغفار
لم يكن النجم الراحل نور الشريف والفنانة الكبيرة عبلة كامل يعلمان أن قصة الحب التي جمعتهما في مسلسل “لن أعيش في رداء” مستمرة منذ سنوات وما زالت “تريند” ونموذجًا يرغب “الأزواج” في تقليده. نجاح المسلسل وحرص المشاهدين على متابعته في كل مرة يذاع فيها على شاشات التليفزيون سر يفاجئ الكثيرين، فتكرار المشاهد ومعرفتك بالأحداث لا يمنعك من متابعته فور إذاعته على الشاشة، لذا يتساءل البعض لماذا نحن ضعفاء أمام هذا العمل الدرامي رغم مرور ما يقرب من ربع قرن على إذاعته؟
مزيج رائع قدمه السيناريست مصطفى محرم والمخرج أحمد توفيق، وساهم نجوم المسلسل في تقديمه بشكل جعل هذا العمل يبقى في قلوبنا طوال هذه السنوات، لكن الإجابة لا تزال غامضة، فما سر نجاح هذا المسلسل؟ هل هي قصة الحب التي نشأت واستمرت رغم الظروف؟ هل هي رحلة الصعود من القاع إلى القمة التي خاضها “عبد الغفور” من مجرد “صبي” يكتفي بوجبة واحدة في اليوم ويقاوم جوعه يوميًا على أمل الوصول إلى أحد أكبر التجار؟ أم هو السر في العائلة الذي قدم بطريقة عفوية وبسيطة تشبه بيوتنا وتأخذ منها الكثير؟ عوامل كثيرة جعلت من “لن أعيش في ثوب أبي” نموذجًا لعمل درامي سيستمر عقودًا من الزمن دون أن يمل منه المشاهد.
وبعيداً عن القصة التي تدور حولها أحداث المسلسل، ستجد أن أماكن تصوير المسلسل محدودة للغاية، حيث اقتصرت على منزل عائلة عبد الغفور البرعي ومنزل جاره “الوزير”، بالإضافة إلى منزل “نفيسة” ومنزل “سيد”، بالإضافة إلى مكتب عبد الغفور (الوكالة). وكانت أغلب مشاهد العمل داخلية، بينما اقتصرت المشاهد الخارجية على “النادي” الذي جمع قصة حب نظيرة وحسين. وهذا دليل على أن العمل الناجح ليس دائماً مقياس نجاحه في الإنتاج الضخم، بل إن أماكن تصويره قد تكون محدودة للغاية، لكن توظيف الأدوار في العمل إلى جانب الأداء التمثيلي المتميز لطاقم المسلسل قد يكون قادراً على تقديم وجبة درامية ذات مذاق لا ينسى على مر الزمن.
الرحلة من القاع إلى القمة عادة ما تجذب المشاهد الذي يتعاطف مع شخصية البطل، ومع تطور الأحداث وانتصار البطل ونجاحه في هذه الرحلة إلى القمة يشعر المشاهد بالنصر أيضاً لأن البطل الذي يسانده حقق ما قد يكون المشاهد قد فشل في تحقيقه على أرض الواقع، لذلك فإن دوافع “عبد الغفور البرعي” للنجاح رغم إمكانياته المحدودة جذبت انتباه المشاهد وأجبرته على الاستمرار في العمل والاحتفاء بالبطل الذي انتصر على الظروف في النهاية.
وجد المشاهد في قصة حب “فاطمة وعبد الغفور” طعماً مختلفاً، عن قصص الحب التي تبدأ بنار وقد تنتهي أمام الأزمات والتحديات، وفي المقابل نجد العلاقة بين هذا الثنائي مميزة، حيث بدأت بإعجاب بسيط بصمت البطل الذي يخشى المسؤولية المالية للزواج، لكن الحب ينتصر على الظروف ويتزوج عبد الغفور من فاطمة، ليكتشف معه أنه اختار زوجة “كريمة” كانت بجانبه في كل الأزمات دون ملل، لكن قصة الحب توجت بالمال والأولاد، وما زالت مستمرة حتى بعد أن تجاوز الثنائي الخمسين من عمره.
الأبناء الذين كانوا عاملاً مهماً في نجاح الدراما، والتي كشفت العلاقة بين الإخوة، وكيف يمكن لكل منهم أن يمتلك عقلية مختلفة وطريقة مختلفة عن الآخر، ويجب على الأب والأم أن يفهما ذلك ولا يفرقان بينهما، سنجد في هذا المسلسل خطوطاً درامية تجذب انتباهك، مثل شخصية “سانيا” الأخت الكبرى التي كان هدفها الأول والأخير في حياتها الزواج من ابن الجيران، لتنتهي قصة زواجها بالطلاق وتتعرض للخيانة، لتدرك أخطائها مع الوقت وتكتشف الكثير عن نفسها، مما يجعلها تتجه للخيار الثاني.
في شخصية “نوفا” نجد الأخت الانتهازية التي تخطط لمستقبلها المادي، وهو ما ينعكس في اختيارها لشريك حياتها وطريقة تعاملها مع أسرتها، وخطوبتها على والدها لأغراض مادية. أما “بهيرة” فقد جسدت دور الابنة العقلانية والمتوازنة، ولكنها رغم ذلك فشلت في زواجها، وتعلمت الكثير من تجربتها، و”نظيرة” هي آخر من تطمح لتحقيق ذاتها والعيش باستقلالية.
الشخصية المحورية في هذا العمل كانت شخصية “عبد الوهاب” الذي نشأ على الشدة والقسوة من والده، مما جعله متردداً في اختياراته الدراسية والمهنية، حتى قرار الزواج. وفي المقابل، كان عبد الوهاب في صراع من أجل الهروب من عباءة والده، ولكن مع التجارب التي مر بها، اكتشف أن عمله مع والده سيكون الخطوة الأولى على طريق النجاح.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من العاصمة والناس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.