"آلة السمسمية".. نداهة بورسعيد أبرز مظاهر التراث الشعبي في مدن القناة.. صور
“الندهة” أو آلة السمسم كما تعرف شعبياً، من يستمع إلى ألحانها يسحره صوتها، ويقع في غرامها، ويجري باحثاً عنها هنا وهناك حتى يصل إلى المكان الذي يصدر منه الصوت، فيقف ويستمتع به ويشارك المحتفلين.
عندما نذكر “السمسمية” نجد نساء بورسعيد أول عشاقها، فلم تكن مجرد آلة موسيقية، بل كانت الحافز والدافع لهن في أيام الحرب والسلم، كن يقلن لها: “غني يا سمسم”، فكانت تستمع وتغني أجمل الألحان، وفي الحرب قالت: “غني يا سمسم لرصاص البندقية، ولكل يد قوية تمسك بسواعد المدافع، غني للمدافع ولمن خلفها يدافع، ونصح عبد الشافعي بضرب الرصاصة بمئة، غني يا سمسم”.
ولعب السمسم دوراً هاماً خلال حرب الاستنزاف، فكان الأداة الأولى والأكثر تأثيراً في الحرب الإعلامية، واستخدمه بسطاء سكان القناة لإثارة مشاعر الوطنية والمقاومة بين المصريين.
وأما السلام، فلمن أراد الاحتفال في الحفلات والأعراس والأمسيات اليومية وفي المناسبات العامة والعائلية لأهالي مدن القناة، يخلق «سمسم» البهجة ويضيء ليشعل مشاعر الصحبة بموسيقاه وأغانيه من التراث والفولكلور الشعبي، وأخرى تصطدم بالواقع، يعبرون من خلالها عن أحوالهم ويخففون من آلام وأحزان الحياة.
في ليلة شم النسيم واحتفالات أعياد الربيع تجد وجهة المواطنين تتجه إلى مدينة بورسعيد التي تجذب كل الأنظار بإقامة احتفالات شعبية وسط شوارع المدينة الباسلة على أنغام موسيقى السمسمية الساحرة.
تاريخ السمسم
انتقلت آلة الطنبورة من النوبة إلى بورسعيد قبل إنشاء المدينة عن طريق العمال النوبيين الذين قدموا للعمل في حفر القناة، ولأن الكثير من العمال اختاروا البقاء وتطوير المكان، انتقل التراث النوبي تدريجياً إلى بورسعيد، بالاعتماد بشكل أساسي على الآلة، ومع مرور الوقت وبعد تطور المدينة وتنوع الثقافات المختلفة التي جاءت إليها، تم تأليف أغانٍ جديدة، وبدأت تشكل تراثها الخاص.
وفي ثلاثينيات القرن العشرين، تم تصنيع آلة “السمسمية” على نفس البنية الخارجية للطنبورة، وظهرت آلة “السمسمية” في شكل أصغر، وانتشرت الآلة الجديدة أولاً في مدن القناة الأخرى، وخاصة السويس، ثم انتقلت إلى بورسعيد وبدأت تضيف عنصرًا جديدًا أكثر أصالة، وأغانٍ جديدة تعبر عن حياة الناس اليومية.
ظهرت القيمة المركزية لتراث “السمسمية” في بورسعيد أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ونكسة 1967. ولأن بورسعيد كانت من المدن التي تعرضت للقصف، تشكلت السمسمية وأغانيها كأداة فعّالة في المقاومة الشعبية. وكانت أغنية “غنّي يا سمسم… لرصاص البندقية” إحدى علامات المقاومة على خط مدن القناة.
السمسمية النهدة آلة فنية جميلة، من يحبها يحبها ويستجيب لألمه بالعزف عليها على خمسة أوتار: الشرارة، والصد، والرد، والمجاب، وأخيراً البومة، ولذلك لم تدخل ضمن الفرقة الموسيقية، لأنها لا تحتوي على نوتة مكتوبة.
أصل اسم السمسم
الآلة الشعبية واسمها جاء من تحريف كلمة “مسما” التي توارثتها الأجيال لتصبح “سمسم”، وكان الناس يستخدمون أغانيها في كل المناسبات، من الفرح والسعادة إلى الصيد والحرب.
أشهر أغاني سمسم
“في بورسعيد الوطن… شباب المقاومة الشعبية… دافعوا بشجاعة ورجولة… قاتلوا جيش الاحتلال… مبروك يا جمال”، و”في بورسعيد الشباب والرجال… قاتلوا جيش الاحتلال… سبع ليالي وصباح… يا له من شيء رائع، يا له من شيء رائع”.
آلة وترية
تتكون السمسمية من خمسة أوتار وصندوق صوت وثلاثة “أخشاب” و”أذرع”، وهي عبارة عن صفيحة من الصفيح ممدودة عليها قطعة جلد وذراعان وشيء يسمى “حاوي” يلف حول الفرمان ويشد ليصدر صوتًا، و”كرسي” وحلقة يربط بها السلك – سلك صلب. وهي آلة خماسية النغمات، وقد تطورت الآلة وزادت أوتارها لممارسة ما يسميه المطربون المقامات الموسيقية.
أحد فرق السمسم
الآلة القديمة وتطورها
الآلة القديمة
التراث في بورسعيد
تراث وعالم السمسم
حفلة السمسم
انا اعرف السمسم
فرقة سمسم
مغنية السمسم_1
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من العاصمة والناس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.