إبداع من قلب الريف.. حكاية شاب يحول الأخشاب إلى قطع نادرة ذات قيمة عالية

في إحدى قرى الريف البسيطة، تمكن الشاب فادي ماهر فؤاد، 30 عاماً، من كسر نمط انتظار الشباب لوظائف حكومية أو خاصة، وقرر أن يبدأ مشروعه الخاص في صناعة التحف والأدوات المنزلية باستخدام القديم خشب. قام بتحويل قطع الخشب القديمة إلى منتجات فريدة مثل الطاولات. المواد الغذائية وزراعة الأسرة، بعد معالجتها من التلف.

يقول فادي ماهر، أحد سكان قرية الطحاوي التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية: “حصلت على دبلوم الزراعة بمبلغ كبير، لكنني قررت ألا أنتظر الوظيفة وأبدأ مشروعي الخاص. بدأت قصتي منذ حوالي 12 عامًا عندما كنت أتصفح إحدى صفحات الإنترنت، وشاهدت مقاطع فيديو لشباب من خارج مصر يصنعون أشياء رائعة من الخشب. لقد أحببت هذه الحرفة منذ طفولتي لأن والدي كان يعمل في صناعة الأثاث البلدي مثل الأرائك والألواح الخشبية المستخدمة في أسقف المنازل. كنت أرافقه كل يوم في العمل، مما أدى إلى تنمية حب هذه المهنة في داخلي.“

ويضيف فادي: “أكثر ما شجعني هو رؤية هؤلاء الشباب وهم يحولون الخشب إلى روائع فنية رائعة. بدأت بالبحث عن الأخشاب المحلية القديمة في أراضي القرية، وأشتريها بأسعار منخفضة، ثم أقوم بتنظيفها وتحويلها إلى قطع قيمة مثل طاولات الطعام والبوفيهات وطاولات القهوة والمصابيح والساعات”.“

ويشرح فادي خطوات تصنيع الطاولات والأثاث قائلاً:: أولاً تحضير الخشب: يتم جمع وتجميع قطع من الخشب المحلي بعرض 60 سم ليصل عرضها إلى 120 سم وطولها 220 سم. ثانيًا: الصقل والتشطيب: يتم تنعيم سطح الخشب باستخدام آلات النجارة للحصول على ملمس ناعم، ثم دهانه بالدوكو والورنيش ليعطي لمسة جمالية. ثالثاً معالجة الأخشاب: يتم تنظيف جذور الأخشاب من الحشرات والطين، ومعالجتها ضد السوس والعوامل الجوية. رابعا التقطيع والتشكيل : يتم تقطيع الخشب وتصميمه حسب الشكل المطلوب سواء كانت طاولة طعام أو طاولة قهوة على أن يبدو التشطيب النهائي كما هو موضح في الصور.

يقول فادي: “أحرص على أن تكون كل قطعة أصنعها فريدة من نوعها وغير مقلدة، لأن طبيعة الخشب نفسها هي التي تحدد الشكل النهائي. أي تصميم يطلب مني أعمله أسعى جاهداً إلى تنفيذه حتى لو كان صعباً بشرط أن يكون مستوحى من الطبيعة. الهدف هو تقديم قطعة فنية.” مميزة، فيشعر صاحبها أنها ملكه“

ويشير فادي إلى أنه يشعر بحزن شديد عندما يرى الناس يحرقون الأخشاب والجذور القديمة، لأنهم لا يدركون قيمتها الحقيقية، ويقول:

“الأخشاب القديمة هي قطع نادرة لها شكل وطبيعة فريدة. لذلك فكرت كثيرا في تثقيف الناس بعدم حرق الخشب بل الاستفادة منه وتحويله إلى روائع فنية“

ويضيف فادي أنه يعمل أيضًا بمادة الإيبوكسي، وهي مادة شفافة تشبه الزجاج عندما تجف، وتستخدم لإضفاء لمسة جمالية على الأعمال الخشبية. وعن الأسعار قال: أسعار القطع تختلف حسب حجمها ونوعها، وتتراوح من 500 جنيه إلى 20 ألف جنيه. ويختتم بقوله:: “ولكل قطعة قيمتها وسعرها الخاص، حسب المجهود المبذول وطبيعة الخشب المستخدم“