الأمم المتحدة: قادة العالم يعتمدون ميثاقا من أجل المستقبل لإحداث تغيير جذري
اعتمد زعماء العالم، الأحد، ميثاقا جديدا للمستقبل من شأنه أن يحقق تغييرا جذريا، حسبما ذكر الموقع الرسمي للأمم المتحدة.
ويشير الموقع الرسمي للأمم المتحدة إلى أن المنظمة الدولية تحتفل بتبني زعماء العالم بالإجماع “ميثاق المستقبل”، على الرغم من اعتراض سبع دول في اللحظة الأخيرة. ويشكل الميثاق فرصة تاريخية لإعادة تصور النظام المتعدد الأطراف وتوجيه البشرية نحو مسار جديد لحل التحديات القائمة منذ فترة طويلة. وتثبت المفاوضات أن الأمم المتحدة تظل المنصة الأساسية للحوار الدولي، حيث تسود روح التسوية والتعاون بين الدول الأعضاء.
ودعا رئيس جزر المالديف محمد معز إلى “عالم لا يكون فيه النظام المتعدد الأطراف مجرد قرارات تظل دون تنفيذ”، بل قوة ديناميكية، بحسب البيان. وأشار إلى أن الرؤى التي صيغت في الأمم المتحدة غالبًا ما تظل غير محققة، مؤكدًا أن الوقت قد حان للنظام المتعدد الأطراف لتحقيق نتائج ملموسة.
وقال رئيس جزر المالديف “يتعين علينا تمكين شبابنا الذين يشكلون العالم اليوم وسيقودونه غدًا”، مضيفًا أن خلق بيئة مواتية هو “مفتاح التمكين الحقيقي”. وفي هذا الصدد، شدد على أهمية ضمان حصول كل شاب على أحدث التقنيات وتمكينه من الاستفادة من الفرص المتاحة.
وشدد على ضرورة مكافحة تغير المناخ، مشيرا إلى أن الاهتمام بالمناخ ليس “مصطلحا افتراضيا”. وأكد أن هذه القمة يجب أن تفي بالتزام سابق تجاه محيطات العالم وموارده البحرية، مضيفا أن التمويل يشكل عنصرا أساسيا لتحويل الطموحات إلى واقع.
وتعد هذه القمة التي تجمع دولا من جميع أنحاء العالم فرصة فريدة لإبرام اتفاقيات واسعة النطاق بشأن التعاون الدولي من أجل عالم أكثر أمنا واستدامة وعدالة، وفقا للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في إطار دعوة عالمية للعمل لدعم قمة المستقبل.
قالت رئيسة وزراء بربادوس ميا موتلي لزعماء العالم في الجمعية: “نحن واحد ونجتمع اليوم كعائلة إنسانية واحدة”. وأشارت إلى أن الترابط بين الأمم في جميع أنحاء العالم كان يُمارس منذ فترة طويلة في التقاليد الروحية وفي فلسفة أوبونتو الأفريقية – “إنسانيتي مرتبطة بك، أنا موجود لأنك موجود”.
وأضافت أن هذا الترابط يدفعنا، كما دفع الأجيال السابقة، إلى إيجاد الشجاعة الأخلاقية لاتخاذ خطوات حاسمة لإنهاء الأهوال التي تواجه البشرية وخلق فرص جديدة، مشيرة إلى أن الأجيال السابقة نجحت في إنهاء الحروب وإلغاء الديون وتفكيك العبودية وإنهاء نظام الفصل العنصري وتحقيق المساواة للجميع.
وتساءل موتلي قائلا: “هل سنتمكن من استدعاء الزعامة الأخلاقية الاستراتيجية العالمية اللازمة؟”، مؤكدا على الحاجة إلى إعادة بناء الثقة بين الدول من أجل تشكيل عالم جديد لمواطنيه في كل مكان.
وتتضمن ميثاق المستقبل ملحقاً بشأن “الميثاق الرقمي العالمي”، وهو أول اتفاق عالمي حقيقي بشأن تنظيم الذكاء الاصطناعي على المستوى الدولي. وقد أدى الطفرة في تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي القوية بالفعل إلى تحسين حياة الناس، ولكنها زادت أيضاً من إلحاح الدعوات إلى التنظيم مع استيقاظ المزيد من الحكومات على المخاطر.
بدوره، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إن بلاده تركز على تحقيق التنمية المستدامة وإعادة هيكلة اقتصادها ومجتمعها لتعزيز المساواة والتعامل مع التأثيرات المتزايدة لتغير المناخ.
وأضاف أن العراق يعمل على تحفيز القطاع الخاص والاستثمار في الطاقة المتجددة لضمان مستقبل أكثر استدامة.
ودعا السوداني إلى احترام أكبر للقانون الدولي وأولوية الدبلوماسية والحوار لضمان الأمن للجميع، مؤكدا أن “العلم والتكنولوجيا هما أساس التنمية المستدامة”، مشددا على أهمية سد الفجوة الرقمية واعتماد الذكاء الاصطناعي، معربا عن التزام العراق بتعزيز التعددية والعمل مع المجتمع الدولي لإيجاد حلول مشتركة.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من العاصمة والناس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.