الجارديان: محققو نيو أورليانز يتساءلون عن إمكانية وقوع هجوم آخر
رأت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن السؤال الذي يأمل المحققون الإجابة عليه في حادث الدهس الذي وقع في مدينة نيو أورليانز الأميركية هو: هل سيحدث هجوم آخر؟
وذكرت الصحيفة -في تحليل نشرته- أنه بينما يدرس المحققون الهجوم الموصوف بـ«الإرهابي» في نيو أورليانز، فإنهم يريدون أن يتمكنوا من الإجابة على ثلاثة أسئلة: من المسؤول، وكيف تم تنفيذ الهجوم، ولماذا؟ كل هذه الأسئلة ستكون ضرورية للإجابة على السؤال الأكثر إلحاحا على الإطلاق: هل سيحدث هجوم آخر في الساعات أو الأيام المقبلة؟
وقالت الصحيفة إن الأولوية الأولى للمحققين هي تحديد هوية المهاجم. وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي إنه يعتقد أن شمس الدين جبار البالغ من العمر 42 عامًا، والذي قاد شاحنة صغيرة وسط حشد يحتفل بالعام الجديد، تصرف بمفرده. استأجر جبار سيارة وحصل على بندقية هجومية وذخيرة وسترة واقية من الرصاص. كما قام بتصنيع ما يبدو أنه عدة قنابل أنبوبية تحتوي على متفجرات بلاستيكية، ربما يكون قد وضعها لاستهداف الشرطة.
وأوضحت الصحيفة أنه من المحتمل تماما أن يتمكن جندي الجيش الأمريكي السابق من تجميع هذه الترسانة بنفسه، لكن حتى لو كان جبار “منفذا منفردا”، فمن المرجح أن يكون لدى الآخرين فكرة ما، على الأقل، عن نواياه. . أظهرت الأبحاث أن العديد من المهاجمين المحتملين – في بعض الأحيان، عن غير قصد – يكشفون شيئًا من خططهم لأصدقائهم المقربين أو عائلاتهم أو عبر الإنترنت قبل تنفيذ عملياتهم.
وأشارت صحيفة الغارديان إلى أن بعض المعلقين يميلون إلى النظر إلى الظروف الشخصية لمرتكب الجريمة للحصول على تفسير لأفعاله. ولكن على الرغم من أن بعض العوامل يمكن اعتبارها علامات جذرية، إلا أن عقودًا من الأبحاث في مجال الإرهاب فشلت في إثبات وجود صلة واضحة بين سياقات محددة أو سمات الشخصية والعنف.
ورأت الصحيفة أن إقامة علاقة مع جماعة متطرفة عادة ما تكون خط تحقيق أفضل بكثير، لأن هذا هو العامل الذي غالبا ما يحول الشخص الغاضب أو المعزول أو الضعيف من أيديولوجية متطرفة إلى إرهابي، كما يقول المسؤولون الأمنيون.
ويقال إن جبار قد ثبت علم داعش على السيارة المستخدمة في الهجوم، وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن هناك أدلة أخرى على أن الهجوم كان مستوحى من داعش. ويعتقد أن هذه إشارة إلى مقاطع الفيديو التي نشرها جبار على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تعهد فيها بالولاء للتنظيم قبل وقت قصير من الهجوم.
وقالت الصحيفة إن تنظيم داعش شن موجة مروعة من الهجمات في أوروبا، منذ ما يقرب من عقد من الزمن، أدت إلى مقتل مئات الأشخاص. ولم تعد المنظمة تتمتع بالقاعدة أو القوة البشرية التي كانت لديها في ذلك الوقت، ولا تزال أفكارها جذابة لأقلية صغيرة فقط.
وأضافت أن تنظيم الدولة الإسلامية قد أنشأ مراكز جديدة لعملياته في أنحاء منطقة الساحل وفي شرق أفريقيا. وكان الهجوم الكبير على قاعة الحفلات الموسيقية في موسكو العام الماضي من تنفيذ الفرع الأفغاني لتنظيم داعش، والذي يبدو الآن أنه يشكل أكبر تهديد للأهداف الدولية.
وقالت إنه من غير الواضح ما إذا كان هجوم نيو أورليانز قد وقع نتيجة توجيه وثيق من داعش أم مجرد إلهام من التنظيم. وتشير السوابق في الولايات المتحدة إلى أن أي رابط من المرجح أن يكون أيديولوجياً وليس تنظيمياً. كانت الولايات المتحدة تاريخياً أكثر عرضة للهجمات التي تشنها جهات فاعلة منفردة ــ أو شبكات صغيرة ــ مقارنة بالمؤامرات المنظمة الكبيرة.
ورأت الصحيفة أن أحد أسباب تزايد الهجمات في الولايات المتحدة قد يكون زيادة وتحسن الدعاية لتنظيم داعش، واستمرار فشل السلطات في وقف تداول المواد المتطرفة والعنيفة على وسائل التواصل الاجتماعي. أما السبب الآخر فقد يكون، كما حذر المسؤولون في الولايات المتحدة وأماكن أخرى لعدة أشهر، هو التأثيرات التطرفية التي خلفتها الحرب في غزة على الأفراد في الغرب وأماكن أخرى.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من العاصمة والناس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.