المفوضية الأوروبية: أوروبا تحتاج لاستثمارات إضافية سنوية تصل لـ800 مليار يورو
كشف تقرير حديث صادر عن المفوضية الأوروبية بشأن توقعات النمو الاقتصادي المستقبلي للقارة الأوروبية، أن أوروبا تحتاج إلى استثمارات سنوية إضافية تتراوح بين 750 مليار و800 مليار يورو، أي ما يعادل 4.4% إلى 4.7% من الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي في عام 2023.
كلفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، رئيس الوزراء الإيطالي السابق والرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي، ماريو دراجي، بإعداد تقرير “حول القدرة التنافسية لأوروبا”.
وأشار التقرير إلى أن الاحتياجات التمويلية اللازمة لتحقيق أهداف الاتحاد الأوروبي هائلة، لكن الاستثمار الإنتاجي لا يزال ضعيفا على الرغم من وفرة المدخرات الخاصة.
وقارن التقرير خطة الاستثمار الأوروبية التي كانت جزءا من خطة مارشال بين عامي 1948 و1951، والتي تعادل ما بين 1% و2% من الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن تنفيذ هذه الزيادة يتطلب أن تكون حصة الاستثمار في ويبلغ ارتفاع الاتحاد الأوروبي من نحو 22% من الناتج المحلي الإجمالي حاليا نحو 27%، مما يعكس تراجعا دام عقودا من الزمن في معظم الاقتصادات الرئيسية في الاتحاد الأوروبي.
وحذر تقرير المفوضية الأوروبية من أن الاستثمار الإنتاجي في الاتحاد الأوروبي لا يرتفع لمواجهة هذا التحدي. منذ الأزمة المالية الكبرى التي حدثت في عامي 2007 و2008، نشأت فجوة كبيرة ومستدامة بين الاستثمار الإنتاجي الخاص في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، أدت الفجوة في الاستثمار الخاص بين الاقتصادين إلى زيادة الاستثمار الحكومي، الذي انخفض أيضًا بعد الأزمة المالية الكبرى وكان أقل باستمرار في الاتحاد الأوروبي منه في الولايات المتحدة كحصة من الناتج المحلي الإجمالي.
وبحسب التقرير، توفر الاستثمارات الأسرية في الاتحاد الأوروبي مدخرات كبيرة لتمويل استثمارات مرتفعة، لكنها لا توجه بكفاءة نحو الاستثمارات الإنتاجية. وفي عام 2022، بلغت مدخرات الأسر في الاتحاد الأوروبي 1,390 مليار يورو، مقارنة بـ 840 مليار يورو في الولايات المتحدة، ورغم زيادة مدخراتها، فإن ثروات الأسر في الاتحاد الأوروبي أقل بكثير من نظيراتها في الولايات المتحدة. الدول بسبب انخفاض العائدات التي تحصل عليها من الأسواق المالية على ممتلكاتها من الأصول.
وكشف تقرير المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي يستطيع تلبية هذه الاحتياجات الاستثمارية دون تجاوز موارد اقتصاده، لكن القطاع الخاص سيحتاج إلى دعم عام لتمويل الخطة. قامت المفوضية الأوروبية وإدارة الأبحاث في صندوق النقد الدولي بمحاكاة سيناريوهات لدفعة استثمارية مستمرة في الاتحاد الأوروبي تعادل حوالي 5%. الناتج المحلي الإجمالي باستخدام نماذج متعددة البلدان.
وأشار التقرير إلى أن استثمار بهذا الحجم من شأنه أن يزيد الإنتاج بنحو 6% خلال 15 عاما، وبما أن العرض يتكيف بشكل أبطأ من الطلب، حيث أن بناء رأس مال إضافي يتطلب وقتا، فإن المرحلة الانتقالية تعني بعض الضغوط التضخمية، لكن هذه الضغوط تتلاشى مع مرور الوقت. .
وأوضح تقرير المفوضية الأوروبية أن فتح هذه الاستثمارات سيشكل تحديا تاريخيا في أوروبا، حيث تم تنفيذ نحو أربعة أخماس الاستثمار الإنتاجي من قبل القطاع الخاص والخمس المتبقي من قبل القطاع العام، مؤكدا أن الحوافز المالية لفتح الاستثمار الخاص هي اللازمة لتمويل الخطة الاستثمارية بالإضافة إلى الاستثمارات الحكومية المباشرة. .
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من العاصمة والناس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.