النيجر تقرر استبدال أسماء الشوارع والميادين الفرنسية بأخرى وطنية وأفريقية

في خطوة جديدة نحو الخلاف مع فرنسا، قررت السلطة الحاكمة في النيجر استبدال أسماء الشوارع والمواقع التاريخية التي تحمل أسماء فرنسية في العاصمة نيامي، بأسماء وطنية وإفريقية.

وذكرت صحيفة لوموند الفرنسية في تقرير لها اليوم الأربعاء أن قيادات من المجلس العسكري الحاكم في النيجر جابت شوارع مدينة نيامي أمس وسط عزف الموسيقى العسكرية في حفل تدشين الأسماء الجديدة.

ونقلت الصحيفة عن العقيد عبد الرحمن أمادو، وزير الشباب والمتحدث باسم النظام الحاكم في النيجر، قوله: “معظم طرقاتنا وشوارعنا تحمل أسماء تذكر ببساطة بما عاناه شعبنا خلال محنة الاستعمار. الشارع الذي يحمل اسم الجنرال شارل ديغول يُسمى الآن شارع دجيبو باكاري (وهو سياسي نيجيري دعم الاستقلال عام 1960.

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه على بعد مئات الأمتار، قامت السلطات في النيجر بتحويل النصب التذكاري المخصص لقتلى الحربين العالميتين إلى نصب تذكاري “لجميع ضحايا الاستعمار المدنيين والعسكريين حتى يومنا هذا”. ووصفوا قرار السلطة الحاكمة في النيجر بأنه خطوة جديدة على طريق القطيعة مع البلاد. فرنسا، والتي بدأت منذ الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع محمد بازوم في يوليو 2023.

وأوضحت “لوموند” أنه بعد طرد الجنود الفرنسيين والسفير الفرنسي، توقف المركز الثقافي الفرنسي النيجيري عن العمل كمؤسسة ثنائية القومية وغيرت السلطات اسمه إلى “مصطفى الحسن”، وهو مخرج سينمائي نيجيري. كما أعادت السلطات في النيجر بناء النصب التذكاري للزعيم والمستكشف الفرنسي بارفيه لويس مونتيل، المنحوت على الحجارة منذ عقود، مع لوحة تذكارية عليها صورة رئيس بوركينا فاسو السابق توماس سانكارا، الذي قُتل في انقلاب عام 1987.

وأخيرًا، غيرت السلطات النيجرية اسم الساحة الفرانكوفونية إلى “تحالف دول الساحل”، وهو التحالف الذي تأسس عام 2023 مع مالي وبوركينا فاسو، جارتي النيجر اللتين أدارتا ظهورهما أيضًا لفرنسا، والمنظمة الدولية. وكانت الفرانكفونية قد علقت عضوية الدول الثلاث بعد الانقلابات الأخيرة التي شهدتها بلدانها.
من جانبه، قال والي نيامي الجنرال عثمان هارونا، أحد رموز النظام الحاكم الحالي، تعليقا على إجراءات استبدال الأسماء الفرنسية: “من الآن فصاعدا، سنكرم أجدادنا”.

جدير بالذكر أن السلطات في النيجر اعتمدت، في يونيو 2023، نشيدا وطنيا جديدا ليحل محل النشيد الذي كتب كلماته الملحن الفرنسي موريس ألبرت ترير عام 1961، أي بعد عام من استقلال النيجر.