بيارة الصرف.. مقبرة أربعة شباب وحكايات كفاح لم تكتمل
في زوايا قرية الرجدية الهادئة، كانت الحياة تسير بشكل طبيعي، مليئة بكفاح الشباب وسعيهم لكسب لقمة العيش. أربعة أصدقاء، محمد كارم، ومحمد رأفت، وجمال مصطفى، ومحمد رجب، كانوا نموذجًا للنضال، شباب في مقتبل العمر، يتقاسمون الأحلام، يسقون الأرض الكادحة بعرقهم. قبل أن يخطفهم بالوعة الصرف الصحي في لحظة مأساوية، تاركين وراءهم فراغًا لن يملأه إلا الحزن.
كان محمد كارم يستعد لمستقبل أفضل، بينما كان جمال يرسم خطوط مستقبله بأيدٍ متعبة ولكن طموحة. ولم يكن محمد رأفت ومحمد رجب أقل إصرارا، حيث كانا يتقاسمان مع أصدقائهما دروب الحياة وصعوباتها، لكن القدر كان أسرع، وكان طريق الموت نهايته المأساوية، حيث اختلطت الأحلام بالطين. وابتلعهم الظلام.
وأدى الحادث إلى وفاة الأصدقاء الأربعة وإصابة اثنين آخرين بحالة حرجة، إلا أن صوت الحكومة لم يغيب عن المأساة. ووجه الوزير محمد جبران باتخاذ إجراءات فورية لتقديم التعازي لذوي الضحايا وزيارة المصابين والتحقيق في الحادث لكشف أسبابه ومنع تكرار هذا السيناريو الأليم.
كما تم الإعلان عن تعويضات لأسر الضحايا والمصابين، مؤكدا وقوف الدولة إلى جانب شعبها.
وخرجت القرية التي احتضنت طفولتهم عن طريق توديعهم في مشهد جنائزي مهيب، اختلطت فيه الدموع بالدعاء. وفي أزقة البلدة، كانت القصص تتردد: «محمد كان شاباً خلوقاً لا يتردد في مساعدة الآخرين»، و«جمال كان يكافح من أجل بناء مستقبل مشرق».
أما الجيران فلم يتوقفوا عن سرد مآثرهم: «كانوا كتفاً بكتف، في العمل والصداقة، حتى في الموت». وكانت الجنازة حديث البلدة، ليس فقط لبكاء العائلة، بل لحزن كل بيت، وكأن كل عائلة فقدت أحد أبنائها.
وخيم الحزن على كل زاوية، وذكراهم لم تفارق القلوب. هؤلاء الشباب رحلوا عن الحياة قبل أن تكتمل رحلتهم، تاركين وراءهم الألم.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من العاصمة والناس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.