حزن بقرية سدود على رحيل "صيدلى الغلابة".. كان يصرف الدواء مجانا للمحتاجين
حالة من الحزن حلت على كافة أهالي قرية سدود التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، بعد تلقيهم نبأ وفاة الدكتور أشرف محمد كرم عزام الصيدلي الملقب بالصيدلي الفقير، لأنه كان سنداً لكبار السن وصغار القرية، بالإضافة إلى أخلاقه الحميدة وتعامل الطبيب مع من يعرفه ومن لا يعرفه. هو يعرفه.
يقول عادل حفيشة، أحد سكان قرية سدود التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، إن خبر وفاة الدكتور أشرف محمد كرم عزام، الصيدلي الملقب بالصيدلي الفقير، جاء علينا كالصاعقة، نظراً لما قام به من أعمال خيرية للمحتاجين في القرية، مثل توزيع الأدوية المجانية لهم. بالإضافة إلى ذلك، كان يخصص رواتب شهرية لغير القادرين.
وأضافت حفيشة أن الطبيب المتوفى رحمه الله كان من أهم الصيادلة بالقرية، حيث كانت له خبرة كبيرة في الأدوية، وكان يساعد غير القادرين سواء في صرف الأدوية أو غير ذلك، قائلًا: “لو فيه حد عنده وصفة علاج ومعندوش فلوس هيقول” أي حد يقول له روح راجع دكتور أشرف عزام هيعطيك علاج بدون مقابل إطلاقًا، وإذا كنت بحاجة إلى أي شيء آخر، فهو لن يكون متأخرا جدا لك.” ومن ناحية أخرى كان هناك طبيب على هيئة ملاك يمشي على الأرض.
ويشير عبد الرحيم خضير، إمام وخطيب بقرية سدود التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، إلى أن نبأ وفاة الطيب الغلابة حزن كافة أهالي قرية سدود بالكامل، لأنه وكان من ألطف وأفضل خلق الله في القرية، وكان يساعد غير القادرين بتقديم الأدوية لهم مجانًا سرًا وتحذيرهم منها. ولا يقولون أمام أحد أنه قدم لهم العلاج مجانا.
ويشير خضير إلى أن الصيدلي الفقير الدكتور أشرف عزام كان مثالا يحتذى به للصيدلي الناجح الذي يفهم أحوال الناس في كافة أنحاء القرية، كما فعل أهالي بلدته قرية سدود التابعة لقبيلة منوف. مركز محافظة المنوفية، والقرى المجاورة أطلقوا عليه لقب “صيدلي الفقراء”، أو الصيدلي البشري، أو أسطورة الصيادلة. ظهرت القصص الخيالية مباشرة بعد وفاته. وسقط الخبر كالصاعقة على أهالي بلدته والقرى المجاورة. كان مشهده مهيبًا. لقد خرج المسيحي قبل المسلم. جاء الطفل أمام الشيخ. لقد أحبه الجميع لبهجته ولطفه.
ويشير الشيخ خضير إلى أنه “جاء إلى إحدى الحالات التي تعاني من مرض الكلى وأكد لي أنه غير قادر على تحمل الأدوية لأنها كانت بكميات تفوق طاقته. “لم أتردد مطلقًا”، وأخبرته عن أحد الخرف، اذهب إلى الدكتور أشرف عزام وأعطيه الوصفة الطبية، وقال إنني لا أملك ثمنها، وفعلًا ذهب إليه والعلاج. تم الاستغناء عنه مجانًا واستمر. وكان العلاج يدفع له شهرياً، وكان يتاجر مع الله في الخفاء بوقوفه إلى جانب الفقراء ومساعدتهم.
ويضيف عبد الرحيم ياسين، من سكان قرية سدود التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، أن الراحل طيب الغلابة الدكتور أشرف عزام، كان ملاكًا على هيئة إنسان في تعاملاته مع الناس، وخاصة غير القادرين، أثناء توجهه إلى الصيدلية لصرف الوصفات الطبية.
ويوضح ياسين أن جنازته التي خرج فيها الصغير قبل الكبير، شهدت عليه، حيث بكى أغلب الحاضرين ودعا له بالرحمة والمغفرة، على ما فعله من خير مع الفقراء والمساكين، بالإضافة إلى للأعمال الخيرية التي كانت في الخفاء.
في مشهد جنائزي مهيب، شيع الآلاف من أهالي قرية سدود التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، والعديد من أهالي القرى المجاورة، جنازة الصيدلي الفقير الدكتور أشرف محمد كرم عزام، الذي وافته المنية يوم الاثنين 23 ديسمبر، وسط حالة من الحزن التي طغت على الجميع.
وجرت جنازته من المسجد الكبير بالقرية وسط بكاء شديد من الحضور. وحزنا عليه لأنه كان قدوة في تعامله مع من يعرف ومن لا يعرف.
ووصفت كل صفحات القرية وفاته بالحزن والأسى. لقد حزنا عليه، لأنه كان بالنسبة لجميع أهل القرية طبيبًا وصيدليًا في نفس الوقت.
إحدى الصفحات تنعي صيدلي الفقراء
دكتور أشرف عزام صيدلي الفقراء
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من العاصمة والناس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.