صلاح عبد الله: كنت بتكسف أقول إنى من بولاق وحاليا أفتخر

نشأ الفنان صلاح عبد الله في حي شعبي وهو حي “بولاق الدكرور” وهذا ما جعله يلاحظ شخصياته التي يمثلها أبناء البلد بشجاعتهم وشهامتهم، فلم يكن الأمر غريبا ليتمتع بتلك الصفات التي رافقته خلال مسيرته الفنية المليئة بالنجاحات، ويمكننا القول إنها مهدت له الطريق. حمل ملامح الحي الذي نشأ فيه، وكان مخلصاً في التعبير عن شريحة كبيرة من البسطاء والمهمشين بأسلوب لا يخلو من الفكاهة وجد صدى هائلاً لدى الجماهير.

قال الفنان صلاح عبد الله عن حياته في حي بولاق الدكرور: عندما كنت طالبًا في الجامعة كنت أقول أنا من بولاق الدكرور، وكنت أقول إنني من المهندسين لأن وكان بين بولاق والمهندسين جسر وقناة، وكتبت شعرا في هذا الأمر، ولكني الآن أفتخر أنني من بولاق. الدكرور وأنا أتساءل لماذا خجلت وقتها، لكن مع العمر والخبرة فهمت.

ويضيف صلاح عبد الله: حاليا أقول لنفسي لو لم أكن من بولاق ربما لم أكن صلاح عبد الله في هذا التشكيل الآن. أفضل فترة بالنسبة لي هي تلك التي عشت فيها هذا المكان بتكوينه، فهو أشهر أحياء القاهرة الكبرى، بما يحمله من عراقة وأصالة وتاريخ، فالمكان دائما… له أثر على من يسكنها، وبالفعل تأثرت بحي بولاق الدكرور الذي نشأت وترعرعت فيه. اكتسبت الكثير من الخبرة في فهم الناس والتعامل معهم، حتى أنني أخذت من الصفات الجميلة لهذا الحي، مثل: الشهامة، والشجاعة، ومساعدة الآخرين ومساندتهم، وحب الناس دون أحكام.

جدير بالذكر أن حي “بولاق الدكرور” كان هو المرسى الذي استقبلت فيه مؤن السفن، حيث كانت مساكن بولاق الدكرور تقع على الشاطئ الغربي للنيل، إلى الشمال من سكن قرية الدقي، عند زمن كان النيل يتدفق هناك، وكلمة “الدكرور” تعود إلى عصر الخليفة الفاطمي المعز لدين الله. وعندما استقر الشيخ أبو محمد يوسف بن عبد الله الدكروري في بولاق، وآمن الناس به للخير والصلاح، أصبحت القرية تعرف باسم بولاق الدكروري، واستعارت القرية القديمة من اسمها أجمل معاني الخير لدى الكثيرين. عقود.

لم يكن صلاح عبد الله الفنان أو المشاهير الوحيدين الذين خرجوا من هذا الحي. وشهدت خلال المائة عام الماضية ميلاد العديد من عمالقة الفن والغناء وكرة القدم. ويقال أن الفنان سعيد صالح عاش هناك لفترة طويلة، كما نشأ هناك وتردد عليها بين الحين والآخر. كما ولد في هذا الحي الكاتب السيناريست سيد فؤاد، رئيس قناة النيل للسينما ورئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية. عاش ونشأ بمنطقة “أبو قطاتة” أحد فروع بولاق الدكرور. وهناك أيضًا المخرج عاطف الطيب الذي عاش في ذلك الحي خلال فترة صعوده الفني، لكنه لم يولد فيه، فهو صعيدي مصري. الأصل، ومن بين مشاهير كرة القدم، سنجد أيضًا أساطير كرة القدم الذين لمعوا شهرتهم ولا ينكرون تربيتهم وتربيتهم داخلها، بل يرددون دائمًا أن حواراتها ومراكزها الشبابية كانت أرضًا خصبة لظهور مواهبهم، ومن بين منهم محمد أبو تريكة، من مواليد قرية ناهيا القريبة من حي بولاق الدكرور، حيث يتواجد معظم أصدقائه. ومنه كان يتردد على مراكز الشباب التابعة له بشكل متكرر لممارسة رياضته المفضلة والتي برع فيها. وهناك أيضًا رمضان صبحي، الذي نشأ في منطقة أرض اللواء بحي بولاق الدكرور.