على غرار العتبة الخضراء.. قصة أشهر نصاب بالعالم باع برج إيفل لـ6 رجال أعمال
ارتكب أشهر عملية احتيال في العالم. وكان يتميز بالذكاء والأناقة، مما جعله يخدع ضحاياه. بدأ أول عملية احتيال في حياته بآلة طباعة النقود، حيث كان يوهم المواطنين أنه بصندوق صغير يمكنه نسخ 100 دولار في ست ساعات. الضحية عندما رأى الأرباح الهائلة، يتم شراء الجهاز بسعر مرتفع قد يصل إلى ثلاثين ألف دولار، وبعد 12 ساعة تنتج الآلة مائتي دولار، ولا تنتج بعد ذلك إلا الورق الأبيض، لأن المخزون من نفدت أوراق المائة دولار، وعندما لاحظ المشتري ذلك، هرب لوستيج.
في أحد الأيام بعد الحرب العالمية الأولى، كان فيكتور لوستيج جالسًا في أحد مقاهي باريس، يتصفح الصحف، حتى وقعت عيناه على مقال يتحدث عن الحالة المتردية التي وصل إليها برج إيفل وأن ترميمه يحتاج إلى تكاليف باهظة، كما كان مقدرا لها أن تنهار. وقتها لم يمر هذا المقال مرور الكرام على أشهر محتال في العالم، لكن تجربته في الاحتيال والخداع جعلته يقرأه من منظور آخر ويستغله في عملية احتيال هي الأشهر في العالم.
خطرت في ذهن المحتال الوسيم فيكتور فكرة شيطانية لا تخطر على بال أحد، فقرر بيع برج إيفل بعد أن تشوه بسبب الدمار الذي لحق به بعد الحرب العالمية الأولى.
عرض “فيكتور” فكرة بيع “برج إيفل” على 6 رجال أعمال، والتقى بهم في أحد الفنادق. وكان معه “الطعم” الذي استخدمه لاستدراج ضحيته، وهو عبارة عن أوراق مزورة، بطاقة مزورة، تثبت أن “فيكتور” يعمل متحدثا رسميا باسم الحكومة الفرنسية. ولم يكتف بذلك، بل قدم لهم أوراقا مزورة تثبت أنه نائب مدير عام وزارة البريد والبرق، حتى يطمئنوا عليه، وتحدث معهم بلباقة عن خطة الحكومة الفرنسية. إصلاح برج إيفل، والحكومة غير قادرة على تحمل تكاليف ترميمه، فقررت هدمه وبيعه «خردة».
وأخبر فيكتور التجار أن عملية البيع ستكون سرية في الوقت الحالي، لأن قرار بيع برج إيفل سيثير ضجة كبيرة، فتكون عملية البيع سرية، وكان ضحاياه التجار يستمعون إليه باهتمام، بل وصدقوه وأخبرهم أنه تم اختيارهم بسبب سمعتهم. وهو من بين التجار، ومهمته اختيار واحد منهم للفوز بشراء برج إيفل.
ظل فيكتور يراقب ردود أفعال المتاجرين به الستة، ليختار منهم الأكثر حماسا بينهم. أخذهم في جولة إلى برج إيفل وأخذ معهم سيارة ليموزين استأجرها لاستخدامها في عملية الاحتيال.
واختار فيكتور أندريه بوسيون، أحد التجار الستة، بعد أن رأى فيه الحماس والقناعة في عملية بيع برج إيفل. لكن المحتال الشهير واجه عقبة تتمثل في شك زوجة الضحية في الأمر، مما جعل فيكتور يستغل خبرته في الخداع والاحتيال. التقى بضحيته “أندريه” وأخبره أنه يعمل موظفاً وراتبه لا يكفيه ليعيش بمستوى عالٍ. لقد فهم “أندريه” أن “فيكتور” ليس سوى موظف مرتشي، وكان واثقًا من أن العرض سينتصر عليه، مقابل إعطائه رشوة مالية.
نجح فيكتور في إتمام أشهر عملية احتيال في التاريخ، وحصل من ضحيته على ثمن بيع البرج وعمولة ورشوة. ولم يتمكن التاجر أندريه من إبلاغ الشرطة الفرنسية بالحادثة، فاكتشف تعرضه لأكبر عملية احتيال في حياته، فيما هرب فيكتور وسافر إلى النمسا.
المحتال الشهير لم يكتفي بالاحتيال على أندريه من خلال خداعه لبيع برج إيفل، لكنه عاد إلى فرنسا مرة أخرى واحتال على شخص آخر بنفس الطريقة، لكن ضحيته الثانية أبلغت الشرطة وتمكن فيكتور من الهرب بذكائه.
ومن أنجح عمليات الاحتيال التي نجح فيها فيكتور لوستيج هي بيع صندوق ماكينة نسخ العملات، حيث قدم للناس صندوقًا ادعى أنه ينسخ 100 دولار كل 6 ساعات. وتمكن المحتال الشهير من بيعه لأكثر من شخص بمبلغ 30 ألف دولار، وفعلا قام الصندوق بنسخ 100 دولار. دولار كل 6 ساعات، لكن بعد 12 ساعة، يقوم بنسخ أوراق فارغة بعد نفاذ الأموال، ويكتشف ضحاياه أنهم وقعوا ضحية عملية احتيال بامتياز.
ووقع فيكتور لوستيج في أيدي الشرطة بعد اتهامه بتزوير العملية، بعد أن أبلغت عنه عشيقته الشرطة بسبب الغيرة على علاقته بامرأة أخرى. وحكم عليه بالسجن حتى وفاته عام 1947 بعد إصابته بالتهاب رئوي.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من العاصمة والناس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.