فى عيد الشرطة 73.. "أمنية رشدى" شهيدة الفداء وعروس السماء
وفي سجل الشرف والتضحية نجد أسماء من أضاءوا طريق الأمة بدمائهم الطاهرة ومنهم الشهيدة الشرطة أمنية رشدي التي أصبحت رمزا للبطولة والفداء.
لم تكن مجرد ضابطة شرطة، بل كانت مثالا حيا للتضحية التي فاقت حدود الخيال، عندما منعت انتحاريا من دخول كنيسة القديس مرقس بالإسكندرية، ليُضحى بجثتها حماية الأرواح.
رحلت أمنية في ريعان شبابها، وهي في الخامسة والعشرين من عمرها فقط، تحمل بأحلامها البسيطة أثاث منزلها وأثاث زفافها، لكن القدر اختار لها أن تحتفل بزفافها في الجنة بين الشهداء، وفي أعلى السماء .
وتقول والدتها التي لم تتوقف عن الحديث عنها: “أمنية كانت كالملاك، تملأ الحياة سعادة وفرحاً”، وتضيف بصوت مليء بالحزن: “كانت محبوبة من الجميع، وكان قلبها مليئاً بالخير”. “.
أمنية لم تكن مجرد شرطية، بل جسدت معاني الإنسانية والعطاء، حتى في أوقات الشدة. أما لحظة الوداع، فقد عبرت والدتها بحزن عن خسارتها: “أفتقدك كثيراً يا أمنية. كنت أتمنى أن أراك وأعانقك، لكنك شرفتنا”. ورغم الألم وجهت الأم رسالة قوية للإرهابيين: “حسبنا الله ونعم الوكيل. لن تغزو هذا البلد، وكل شهيد يفتح طريقا”. “من أجل شهيد آخر.”
وفي 25 يناير من كل عام، تتجدد الذكريات، وتنبض القلوب بذكرى ملحمة الإسماعيلية، التي كتب فيها رجال الشرطة أروع صور البطولة والتضحية. يوم وقف فيه الأبطال في وجه الاحتلال الإنجليزي، صامدين كالجبال، لا يبالون بالرصاص، مسلحين بعزيمة لا تنضب وإيمان لا يتزعزع بوطنهم. وكانت تلك المعركة علامة بارزة في تاريخ مصر، وشاهدة على أن كرامة هذا الشعب لا تمس.
واليوم ونحن نحتفل بالذكرى الـ 73 لعيد الشرطة، نستذكر أرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم ليبقى الوطن شامخا، ليظل حرا من قيود المحتل، حتى ينتصر الشعب المصري الذي قاوم وثبت ولم يركع. في يوم الشرطة، لا نحتفل بإنجازات رجال الشرطة فحسب، بل نستذكرها بكل تقدير واعتزاز. كل روح طاهرة شربت دماء الشرفاء في معركة الكرامة.
ورسالتنا إلى أرواح الشهداء أنكم نبض في قلب هذا الوطن، ودمائكم الطاهرة منارة تنير لنا الطريق في كل لحظة. أنتم من رحلتم، لكنكم لم تتركوا فراغاً، بل زرعتم فينا القوة والإصرار على مواصلة مسيرتكم بكل فخر.
نحن هنا اليوم نعيش بفضل تضحياتكم، ونرفع علم الوطن عالياً بفضل حمايتكم، وسنواصل العمل من أجل وطنكم الذي أحببتموه حتى آخر لحظة في حياتكم.
كل شهيد في معركة الإسماعيلية، وكل شهيد من رجال الشرطة سقطوا في ميادين الحق والعدل، أنتم الأبطال الذين أضاءوا ظلمة الزمن بنور الوفاء والكرامة. كلما مر الزمن ستبقى ذكراك حية في قلوبنا، فنحن أمة لا تنسى أبطالها، وتبقى أرواحكم حاضرة فينا تذكرنا. دائما أن الوطن غالي ويستحق التضحية من أجله.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من العاصمة والناس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.