قلعة نخل.. عاصمة سيناء القديمة وحصن درب الحجاج فى قلب الصحراء
في أعماق صحراء سيناء، وسط جبالها الوعرة ووديانها الممتدة، تقف قلعة نخل شامخة شاهدا حيا على تاريخ يمتد قرونا.
هذه القلعة التي بنيت لتكون ملاذا آمنا للحجاج وقوافلهم على طريق الحج القديم، والتي كانت تدار منها شبه جزيرة سيناء قديما، تحولت مع مرور الزمن إلى رمز أثري يجسد عبقرية العمارة والحضارة. دور الإنسان في تكييف الطبيعة لخدمته.
وتشير البيانات الرسمية الصادرة عن محافظة شمال سيناء إلى أن القلعة بنيت عام 1516م بأمر من السلطان المملوكي قانصوه الغوري لتأمين طريق الحج وحماية قوافل الحجاج. وتحت إشراف المهندس المعماري اللامع الأمير خير بك، بدأت القلعة رحلتها كبرج دفاعي صغير. ولكن مع صعود الدولة العثمانية، وتحديداً في عهد السلطان سليمان القانوني، تحولت القلعة إلى حصن عسكري ضخم في عام 1552م.
تقع القلعة على بعد 156 كيلومترًا جنوب العريش، و274 كيلومترًا شرق القاهرة، وكانت بمثابة نقطة استراتيجية تفصل الشمال عن الجنوب، ومركزًا إداريًا لإدارة شؤون سيناء في شمالها ووسطها وجنوبها.
وتضم القلعة أبراجاً محصنة وأسواراً عالية زودت بفتحات لإطلاق البنادق والمدافع. وتحتوي على مرافق مائية فريدة من نوعها، من آبار المياه والبرك والأحواض التي كانت تخدم قوافل الحجاج والحيوانات. أما مسجدها فكان شاهداً على الشعائر الدينية التي يمارسها الجنود والمسافرون.
وفي العصر العثماني، تمت توسعات كبيرة للقلعة، حيث تضاعفت مساحتها وأضيفت إليها أبراج نصف دائرية وبوابة رئيسية محصنة بشرفة دفاعية.
ويحكي الرحالة السويسري يوهان بوركهارت، الذي زار الموقع في القرن التاسع عشر، عن القلعة: “مبنى حجري كبير يحرسه خمسون جنديا، يحتوي على خزان كبير للمياه العذبة”. وفي عهد محمد علي باشا كانت القلعة مركز إمداد لجيشه أثناء حملاته.
ولا تزال آثار القلعة حتى يومنا هذا شاهدة على عبقرية العمارة الإسلامية ودورها التاريخي في خدمة حجاج بيت الله الحرام.
صور قديمة لقلعة نخل
صور قديمة لقلعة نخل
قلعة نخل
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من العاصمة والناس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.