لماذا يجب على الموظف تفادى الأفعال التى تعيبه وتمس جهة عمله؟

وقد وضعت المحكمة الإدارية العليا مبدأ قضائيا، في حكم صادر لها، وهو أنه المقرر في اجتهاد هذه المحكمة أنه يجب على الموظف أن يلتزم بسلوكه بما لا يفقده الثقة والاحترام، كما يرى كثيرون. من تصرفات الموظف الخاصة قد يكون لها أثر كبير على حسن سير العمل وسلامة المنشأة، بما في ذلك: يجب على كل من له تأثير جسيم على كرامة الوظيفة وهيبتها أن يتجنب كل ما من شأنه المساس بكرامة الوظيفة واحترام الناس لها. عليه، وعليه أن يتجنبها التصرفات المشينة التي يؤثر عيبها تلقائياً على الجهاز الإداري الذي ينتمي إليه والذي يتميز بخصائصه.

كما تقرر في فقه هذه المحكمة أن مفهوم واجب الحفاظ على كرامة الوظيفة يتحدد بإبعاد الموظف العام في نطاق واجبات وظيفته وخارجها عن التصرفات التي من شأنها المساس بواجبات وظيفته. وظيفته، وبالتالي فإن أي سلوك ينطوي على إهمال أو لامبالاة أو رعونة. وتشكل آثاره على كرامة الوظيفة مخالفة تستوجب المساءلة التأديبية.

وأشارت المحكمة إلى أنه يجب على العامل الالتزام بالقوانين والتعليمات المنظمة لعمله وأداءه بنفسه بدقة وأمانة دون إهمال. وبخلاف ذلك، يجوز للسلطة المختصة محاسبته تأديبياً عن الأفعال التي تشكل إخلالاً بواجبات وظيفته أو تتعارض مع الثقة والاحترام الواجب توافرهما في شاغل الوظيفة العامة. لإدانة شخص ومعاقبته إدارياً على ذلك، لا بد من إثبات بالأدلة القاطعة أنه ارتكب فعلاً إيجابياً أو سلبياً محدداً ساهم في وقوع المخالفة الإدارية، وأن هذا الفعل كان مخالفاً للقانون . واجبات ومتطلبات الوظيفة، أو ثبوت قيام العامل بفعل محظور.

جاء ذلك في حكم قضائي أصدرته المحكمة الإدارية العليا ضد موظف أخل بواجبه الوظيفي وارتكب عملاً مشيناً. وعاقبته المحكمة، ورفع الاستئناف رقم 59665 لسنة 67 قضائية عليا.