ماعت تدعو المجتمع الدولى للضغط على سلطات الاحتلال لوقف المجازر فى جنوب لبنان

أدانت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان الغارات الجوية العسكرية العشوائية التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على عدد من البلدات والقرى في جنوب لبنان والبقاع وبعلبك منذ 21 سبتمبر 2024، والتي أدت إلى انتهاكات مروعة أسفرت عن خسائر فادحة في الأرواح وتدمير هائل وأضرار جسيمة في البنية التحتية المدنية، حيث قُتل حتى الآن نحو 492 مدنياً وأصيب 1645 بجروح خطيرة، ومن المتوقع أن يزداد العدد.

وقالت ماعت إنها لم تجد أدلة واضحة على وجود أهداف عسكرية في المواقع التي استهدفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي أو حولها، ما يثير مخاوف جدية من أن هذه الهجمات ترقى إلى هجمات مباشرة على المدنيين والأعيان المدنية، وهو ما يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وفي هذا السياق أكد أيمن عقل رئيس مؤسسة ماعت أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تتجاهل المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني بما في ذلك مبدأي التمييز والتناسب، وأن الهجمات التي نفذتها لم تميز بين الأهداف العسكرية والأعيان المدنية، وبالتالي فهي هجمات عشوائية وتعتبر جرائم حرب.

وأشار عقيل إلى أن التصرفات الإسرائيلية غير المسؤولة تهدد الأمن والسلم الدوليين في المنطقة، مشيراً إلى تصريحات سياسيين وعسكريين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي عبروا فيها عن نيتهم ​​تحويل الضاحية الجنوبية لبيروت إلى ركام كما حدث في قطاع غزة، محذراً من قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بتوسيع هجومها البري على جنوب لبنان، ما يعني انهيار وتدمير كل وسائل الحياة وتحويل جنوب لبنان إلى مناطق غير آمنة وغير صالحة للسكن.

وأوضح عقيل أن النتيجة الوحيدة للاجتياح البري المحتمل لجنوب لبنان هي التسبب بمزيد من المعاناة الإنسانية للمدنيين، داعياً مجلس الأمن إلى التدخل واتخاذ كل التدابير المتاحة له لضمان حماية المدنيين وتجنب المزيد من المعاناة غير الضرورية، مطالباً الأمين العام للأمم المتحدة بالوقوف أمام مسؤولياته القانونية تجاه استهداف المدنيين ووضع حد لهذه الانتهاكات الخطيرة للقانون الإنساني الدولي.

وأوضح مدير وحدة القانون الدولي الإنساني في مؤسسة ماعت محمد مختار أن استمرار إفلات قادة قوات الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني شجعهم على الاستمرار في تهديد حياة المدنيين، مؤكداً فشل المجتمع الدولي في معالجة ظاهرة الإفلات من العقاب على نطاق واسع التي تتمتع بها قوات الاحتلال الإسرائيلي.