مسجد المجاهدين بأسيوط.. عمره 315 سنة ويضم أعلى مآذن الصعيد.. صور

يوجد بمحافظة أسيوط عدد من المساجد التاريخية التي لا تزال تحافظ على رونقها وجمال مبانيها وطرازها المعماري الفريد منذ نشأتها، رغم مرور مئات السنين على إنشائها. ومن هذه المساجد “مسجد المجاهدين” الذي يعتبر من أقدم مساجد مدينة أسيوط وهو من المساجد المعلقة. حيث أنها أُنشئت على تلة مرتفعة منذ إنشائها عام 1708م؛ وتعتبر مئذنتها أطول مئذنة في صعيد مصر ومن أجمل المآذن من الناحية المعمارية. يقع في ميدان المجاهدين غرب أسيوط.

تاريخ بناء وتأسيس المسجد

أنشئ المسجد للأمير محمد بك أمير اللواء الملكي أحد أمراء ألوية الدولة العثمانية سنة 1120هـ/1708م، بمنطقة ميدان المجاهدين بالمنطقة الغربية بأسيوط. بني على طراز المساجد العثمانية، وله مئذنة على الطراز المملوكي تعود إلى العصر المملوكي. كما تم بناء المسجد الحالي على أنقاض مسجد بني في العصر المملوكي، ولم يبق منه سوى المئذنة.

التخطيط المعماري للمسجد

يتكون التخطيط المعماري للمسجد أو مسجد المجاهدين من الداخل من مساحة في المنتصف بها 3 صفوف من الأعمدة الخشبية في المنتصف، كل صف به 4 أعمدة، كما ينحرف جدار القبلة قليلا نحو الغرب ليأخذ الاتجاه الصحيح للقبلة. وفي وسط المسجد أيضًا المحراب، وهو عبارة عن حنية نصف دائرية متوجة بغطاء معقود بعقد نصف دائري. وقد تم تزيين الجزء العلوي من المحراب بزخارف هندسية تعتمد على الأشكال النجمية المنفذة بالآجر المحفور. ويوجد على يمين المحراب أيضًا المنبر، وهو مصنوع من الخشب مزين بزخارف هندسية على شكل زهرة الأقحوان. أما دكة المؤذن فهي مصنوعة من الخشب وتقع في منتصف الجدار الشمالي. وهو مستطيل الشكل، يرتكز على أربعة أعمدة ويصعد إليه بسلم خشبي.

سقف مسجد المجاهدين مسطح، مصنوع من الخشب، ويتكون من عوارض خشبية تعلوها ألواح مرصوصة، ترتكز على 8 أعمدة خشبية. وترتبط الأعمدة فيما بينها بروابط لحمل أدوات الإضاءة. وفي منتصف السقف خشخيشة خشبية، لها نوافذ من جوانبها الأربعة تفتح للإضاءة والتهوية.

مئذنة المسجد

وتقع مئذنة المسجد في الزاوية الشمالية الشرقية وتبرز من معالم الواجهة الشرقية. وأهم ما يميز مئذنة مسجد المجاهدين أنها تعتبر أطول مآذن صعيد مصر وتعد من أكثر المآذن أناقة من الناحية المعمارية. تم بناؤه بالكامل من الآجر المصنع، ويتكون من قاعدة مربعة وأربعة طوابق مثمنة، زينت جوانبها بإدخالات مستطيلة تنتهي بأقواس مدببة. وينتهي كل طابق بثلاثة صفوف من المقرنصات تحمل شرفة خشبية مثمنة الشكل. ثم تنتهي المئذنة بدائرة صغيرة ثم قمة مخروطية الشكل.
قبة الضريح الملحقة بالمسجد.

وألحقت بمسجد المجاهدين قبة ضريحية تقع خلف الجدار الغربي على يسار الحرم. وهي منطقة مربعة الشكل تغطيها قبة ذات مقطع نصف دائري. أرضية قبة الضريح عبارة عن تركيبة خشبية بسيطة، وعلى الجدار الجنوبي حنية محراب صغيرة. كما تم وضع صناديق خشبية تحتوي على مصابيح للإضاءة، حيث جرت العادة على إضاءتها. ومع المغرب ينطفئ وقت الصيام.

تطوير المسجد الأخير

تم تطوير وترميم المسجد منذ عدة سنوات، والتي تضمنت ترميم مئذنة المسجد التي تعد من أكبر مآذن أسيوط، وتجديد الأرضيات والكهرباء والحمامات، وترميم جدران وأعمدة المسجد، وترميم المنبر مع الحفاظ على المنبر. المحراب (القبلة) على قدمه، وتجديد الباب الخارجي ليكون على الطراز القديم. اسلامية.