معلومات الوزراء: مصر لديها فرصة كبيرة للاستفادة من الميتافيرس فى عملية التنمية
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تحليلاً جديداً حول الميتافيرس، أشار فيه إلى أن الميتافيرس هو التطور الجديد للإنترنت، فهو عبارة عن شبكة من البيئات الافتراضية التي يمكن من خلالها الحصول على تجربة غامرة عبر الإنترنت، و يتم تمثيل المستخدمين بواسطة صور رمزية تسمى (avatars). )، ويمكنهم التفاعل مع الأشخاص والعناصر الأخرى الموجودة في نفس البيئة في مساحة افتراضية جماعية مشتركة تتيح الانتقال الآني إلى هذا العالم الجديد باستخدام الأدوات التكنولوجية، مثل: نظارات الواقع الافتراضي، وأجهزة الواقع المعزز، وغيرها.
وترى كبرى شركات التكنولوجيا الرائدة في هذا المجال التكنولوجي أنه يمثل نوعا من الواقع البديل الذي يستطيع الفرد من خلاله أن يفعل كل ما يفعله يوميا دون الحاجة إلى التحرك جسديا في الواقع الفعلي. يعتمد Metaverse أيضًا على مجموعة من التقنيات المتنوعة، على الرغم من أنها قد لا تكون جميعها ضرورية. معًا لتجربة هذا العالم الرقمي، مثل: عناصر الواقع الافتراضي (VR)، والواقع المعزز (AR)، وتكنولوجيا blockchain، والذكاء الاصطناعي (AI)، والصور الرمزية، وواجهات الدماغ والحاسوب (BCI)، والعملات المشفرة. )، التوأم الرقمي، التزييف العميق، التصوير/العرض المفضل، تقنية اللمس، الغمر، والويب 3.0.
وأضاف التحليل أنه على الرغم من تصوير التحول في كثير من الأحيان على أنه عالم رقمي شامل واحد، إلا أنه يمكن تقسيمه إلى ثلاثة قطاعات متميزة: التحول الصناعي، والتحول المؤسسي، والتحول الاستهلاكي، ولا تزال وتيرة تطور كل من هذه القطاعات غير مؤكدة. لكن المؤشرات والتحليلات تكشف عن النمو السريع للميتافيرس. الصناعة والتقنيات الداعمة لها خلال هذا العقد، والتي تشمل أنظمة المحاكاة للآلات والمصانع وشبكات النقل وغيرها من الأنظمة المعقدة؛ وهذا يسمح بحل مشاكل الحياة الواقعية في الصناعة والتصنيع.
وفيما يتعلق بالتوقعات لمستقبل الميتافيرس عالمياً، فقد قسمها التحليل إلى ما يلي:
المستخدمون: سيقضي ربع سكان العالم ساعة واحدة على الأقل يوميًا في Metaverse بحلول عام 2026. وسيصل عدد المستخدمين في سوق Metaverse إلى 39.8 مليون مستخدم بحلول عام 2030، بمعدل انتشار يبلغ 31.8%. ويعكس ذلك نموًا كبيرًا في اعتماد هذه التقنية، حيث يصل معدل الانتشار حاليًا إلى 11.2% في عام 2024. ويبلغ متوسط القيمة لكل مستخدم (ARPU) حوالي 20.4 دولارًا أمريكيًا، وهو ما يعكس نظرة ثاقبة للقيمة الاقتصادية التي يولدها كل مستخدم في العالم. سوق ميتافيرس.
– القيمة السوقية: تمتلك الولايات المتحدة أكبر حجم سوقي يقدر بحوالي 23 مليار دولار أمريكي. مما يسلط الضوء على المساهمة الكبيرة للولايات المتحدة في سوق metaverse. وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى الزيادة السريعة في الاستثمار في تقنية التوأم الرقمي، والتي تعد عنصرًا أساسيًا في بناء التحول. يقدر سوق التوائم الرقمية العالمي بـ 6.5 مليار دولار في عام 2021، ومن المتوقع أن يصل إلى 125.7 مليار دولار بحلول عام 2030. ومن المتوقع أن تصل قيمة الميتافيرس إلى 112 مليار دولار عالميًا بحلول عام 2030، ومن المتوقع أن يتجاوز هذا الرقم ليصل إلى 1 جنيه إسترليني. تريليون دولار، وهو ما يعادل تقريبًا الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة.
وأشار التحليل إلى تنوع أسباب تفضيل المستخدمين للتجارب الافتراضية التي يتزايد الطلب عليها، وهو ما يعكس تغيراً في تفضيلات العملاء، وذلك على النحو التالي:
تحسين التعليم من خلال توفير تجارب تعليمية تفاعلية تمكن الطلاب من الانغماس في محاكاة ثلاثية الأبعاد للدروس والتفاعل مع المواد التعليمية بطريقة أكثر واقعية.
– تدريب العاملين في مجموعة من الصناعات مثل: الطب والطيران والعمليات الصناعية. يوفر Metaverse تجربة تدريب واقعية دون المخاطر المرتبطة بالتدريب التقليدي.
– خلق تجارب تسويقية جذابة للمستهلكين، وتحسين مشتريات التجزئة من خلال استخدام تقنيات الواقع المعزز.
– تقديم تجربة جديدة ومثيرة للتواصل والتفاعل الاجتماعي بين الأفراد في بيئة رقمية مشتركة.
– ممارسة الأنشطة المختلفة مثل: الألعاب، والتسوق، وحضور المناسبات.
– إمكانية استكشاف العوالم الافتراضية.
وأشار التحليل إلى أن الواقع الجديد الذي يقدمه الميتافيرس يمكن أن يحدث تحولا جذريا في مختلف جوانب الحياة، من التعليم إلى الصحة والسياحة. في قطاع التعليم، يمكن لـ metaverse تعزيز تجارب التعلم التفاعلية. وفي المجال الصحي يتيح تقديم الاستشارات الطبية عن بعد، وبالتالي تحسين تقديم الخدمات الصحية للمناطق النائية. وفي مجال السياحة، تحدث نقلة نوعية من خلال تقديم تجارب افتراضية للزوار تعزز الوعي الثقافي وتشجع على زيارة المواقع. تاريخية.
وذكر التحليل أنه تماشيًا مع الاتجاهات العالمية، يشهد سوق ميتافيرس في مصر نموًا كبيرًا للأسباب التالية:
– تلعب الظروف المحلية الخاصة دوراً في تطوير سوق ميتافيرس في مصر. ويتمتع الشباب، الذين يشكلون نسبة كبيرة من التركيبة السكانية في مصر، بالمعرفة التقنية العالية وهم أكثر عرضة لتبني التكنولوجيا الجديدة.
– يتم استخدام تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) بشكل متزايد للاستمتاع بتجارب افتراضية أكثر غامرة وواقعية؛ ونتيجة لذلك، ظهرت مراكز ألعاب الواقع الافتراضي التي تمكن الأشخاص من تجربة الألعاب والأنشطة الافتراضية.
– تزايد توفر خدمة الإنترنت فائق السرعة واستمرار تزايد انتشارها، فضلا عن انتشار الهواتف الذكية. نظرًا لأن المزيد من الأشخاص لديهم إمكانية الوصول إلى البنية التحتية اللازمة للمشاركة في metaverse.
-تتمتع مصر بتراث ثقافي غني يمنحها فرصًا فريدة لخلق تجارب افتراضية تسلط الضوء على تاريخ البلاد ومعالمها.
يتزايد الطلب على الأحداث والمؤتمرات الافتراضية لأنها توفر وسيلة مريحة وفعالة من حيث التكلفة للتواصل مع الآخرين.
وأضاف التحليل أن مركز الابتكار التكنولوجي وريادة الأعمال بهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات أطلق مسابقة “Metaverse Innovation Hackathon” التي يقيمها مراكز إبداع مصر الرقمية ومعامل التصنيع الرقمي ضمن مبادرة “مصر تصنع الإلكترونيات”. ويهدف الهاكاثون إلى:
– تشجيع الشباب المصري في مختلف المحافظات على التعاون والتفكير الابتكاري في تطبيقات “Metaverse”، وتسخير التقنيات لإيجاد حلول ذات إمكانات وفعالية عالية في الاتصال، وتعزيز العمل عن بعد للمساهمة في تسريع ودعم عمليات التحول الرقمي.
– تعزيز دور الجامعات المصرية كمركز للإبداع وريادة الأعمال يعتمد على الابتكار واكتشاف الأفكار وإيجاد المواهب الشابة المبتكرة ومساعدتها على النمو.
ويتضمن الهاكاثون سلسلة من المسابقات والأنشطة التفاعلية التي يتم تنفيذها بنظام هجين يجمع بين الفعاليات عبر الإنترنت والأنشطة التفاعلية، في 10 محافظات مختلفة، من بينها سبع محافظات لديها مراكز ابتكار مصر الرقمية في جامعاتها الحكومية (جامعة المنصورة، جامعة المنوفية، جامعة المنيا، جامعة سوهاج، جامعة قنا، أسوان، وجامعة قناة السويس بالإسماعيلية)، بالإضافة إلى معامل التصنيع الرقمي ضمن مبادرة “مصر تصنع الإلكترونيات” في ثلاث محافظات: القاهرة والإسكندرية وأسيوط.
– تساهم عوامل الاقتصاد الكلي الأساسية، مثل تركيز الحكومة المصرية على التحول الرقمي وتنويع الاقتصاد، في النمو السريع لسوق Metaverse. نشطت الحكومة في تعزيز تنمية الاقتصاد الرقمي ودعم نمو قطاع التكنولوجيا؛ وأدى ذلك إلى خلق بيئة مواتية للشركات الناشئة وشركات التكنولوجيا العاملة في مجال الميتافيرس.
وأشار التحليل إلى أن كل ما سبق ساهم في خلق قاعدة مستخدمين كبيرة، وزيادة إمكانات السوق للتجارب الافتراضية، وفي الوقت نفسه المساهمة في خلق روح ريادة الأعمال المتنامية في مصر. أدركت الشركات الناشئة وشركات التكنولوجيا الفرص التي يوفرها Metaverse وبدأت في تطوير حلول مبتكرة لتلبية الطلب من خلال: إنشاء محتوى الواقع الافتراضي، وتطوير الأسواق الافتراضية، وإنشاء برامج تدريب على الواقع الافتراضي.
وفي ضوء ما سبق يمكن القول أن تكنولوجيا الميتافيرس هي حقيقة فعلية ستغير طبيعة العالم بشكل كامل تواصلياً، واجتماعياً، وسلوكياً، واقتصادياً، وثقافياً. فالدول التي لا تستطيع التعامل مع هذا الواقع، وإدراك تحدياته، واستغلال الفرص التي يتيحها، ستتخلف كثيراً عن الركب. إن مصر، في ظل التحديات التي تواجهها، وما تمتلكه من قدرات بشرية مؤهلة وإمكانات كبيرة – خاصة في ظل التركيز على التحول الرقمي ودعم الابتكار والتراث الحضاري والثقافي الفريد الذي تتمتع به مصر – لديها الفرصة ل استخدام تقنيات الواقع الافتراضي (metaverse) في العديد من القطاعات في الدولة. بشكل رئيسي: السياحة والصحة والتعليم وإيجاد حلول نوعية وغير تقليدية لزيادة الاستثمار في مختلف القطاعات.
كما أن تعزيز هذا المجال في مصر يفتح آفاقًا جديدة للتوظيف ويعزز قدرة الشباب المصري على الانخراط في الاقتصاد الرقمي العالمي. وهو ما يتطلب تحولا في الاستثمارات في البنية التحتية الرقمية وتنمية المهارات، من أجل تحسين نوعية الحياة ودفع عجلة التنمية في مصر.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من العاصمة والناس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.