نقيب الصحفيين: تطوير العمل النقابى جزءًا أساسيًا من المطالب
وقال نقيب الصحفيين خالد البلشي، إن المؤتمر العام السادس يأتي في وقت تواجه فيه الصحافة تحديات كبيرة على عدة أصعدة، مضيفا أن اجتماع اليوم يمثل فرصة حقيقية لنا جميعا للوقوف معا في مواجهة هذه الظاهرة. هذه التحديات، وتدعم رحلتنا نحو التغيير الإيجابي الذي نحتاجه بشدة في هذه الأوقات الصعبة.
وأضاف البلشي خلال كلمته في افتتاح المؤتمر العام السادس للصحفيين أننا نعيش زمنا صعبا تواجه فيه الصحافة العديد من التحديات المقلقة، مضيفا أن
إن خطتنا للمؤتمر وآمالنا فيه هي استمرار لمحاولاتنا لاستعادة هذه المهنة، واستعادة نقابتها لتكون موطنا لجميع الصحفيين، وتعبيرا عن أوضاعهم وآمالهم وطموحاتهم في هذه المهنة.
وتابع: «كانت خطتنا في بداية هذه الجلسة النقابية هي استعادة روعة المبنى ومعناه، وقوة المهنة وتأثيرها، في خطين متوازيين. البداية كانت مع المبنى ففتحت أبوابه بمساعدة كافة الزملاء في المجلس، وأعيدت كافة الأنشطة فيه، واكتمل ما انقطع من ماضي النقابة. وبسبب هذه الظروف، وفي محاولة لاستعادة روح وقيم النقابة التي رسخها مؤسسوها والنقابيون الكبار، حرصنا منذ البداية على الحفاظ على تنوع هذه المهنة في سعينا لاستعادة مكانتها القوة الناعمة، لم نفرق بين فريق وآخر، وكان الهدف فتح الأبواب أمام الجميع. ربما نجحنا في بعض خططنا، وربما فشلنا في أخرى، وربما ما زلنا بحاجة إلى استكمال هذا البناء في جوانب أخرى، خاصة على المستوى المهني».
وأشار إلى أنه بالإضافة إلى المؤتمر الذي يناقش ملفات حرية الصحافة وتطوير بنيتها التشريعية، فإنه يمتد إلى بقية الملفات، استمرارا للدور الذي لعبه مجلس النقابة خلال الفترة السابقة، في بقية الملفات. ملفات المهنة . وكما حاولنا في ملفات السجن، حاولنا في ملفات استعادة المهنة، متابعًا: “فذهبنا إلى كل الأطراف، ولم نترك بابًا مفتوحًا أو منصة لنقول كلمتنا دون أن نطرقها، و لقد جعلنا التفاوض والتعاون مع جميع الأطراف عمادنا الأساسي. وكما حققنا بعض النجاحات في قضيتي الحبس والتعطيل في البداية، سعينا بكل قوة. بالتعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة وعلى رأسها الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة المهندس عبد الصادق الشوربجي لإطلاق خطة لإنعاش المؤسسات الوطنية واستعادة شبابها. وكان على رأس ما تم إنجازه وضع خطة لتعيين أشخاص مؤقتين. الشكر للمهندس عبد الصادق الشوربجي، وخالص تحياتي له. وما كان من جهد أن يتم ذلك إلا من خلال انفتاحه التام على التعاون، وتحركاته المخلصة، وقراره أن تتحمل الهيئة كل هذه النفقات لاستكمال ما تم الاتفاق عليه والاتفاق عليه، واستكمال عملية وتعيين أشخاص مؤقتين».
وأضاف: “كما كان علينا أن نعمل على إعادة روح مبنى نقابة الصحفيين كبيت لجميع الصحفيين وتجديد خدماته من الداخل وإعادته شابا كما بدأ بناة هذا الصرح. أدعوكم جميعا للوقوف أمام اللوحة النحاسية التي سجلت تاريخ هذا المبنى وسجلت روح التعاون بين المجالس”. السنوات المتتالية التي كانت دافعنا لإعادة روعة المبنى وروحه، كانت الترميم الكامل للواجهات الجانبية، وتم الانتهاء من إصلاح الواجهة الأمامية، وترميم كامل الخدمات والتجهيزات بداخله، والآن نحن في طور تنفيذ أحد أهم المشاريع في تاريخ النقابة وهو رقمنة كافة خدماتها. كما بدأنا بالتوازي الإعداد لمشروع ضخم قد يشكل علامة فارقة في تاريخ الصحافة المصرية وهو بناء الأرشيف الرقمي للصحافة المصرية منذ عهد محمد علي وحتى اليوم باستخدام ما تمتلكه النقابة . ومن الكنوز التي كاد الزمن أن يسلبها، دعونا نبني أرشيفاً رقمياً لأكثر من 1000 صحيفة صدرت في تاريخ هذا الوطن، وأرشيفاً لمبدعيها وصحفييها ونضالهم عبر التاريخ، ولصورهم النادرة في أ. مشروع يحاول استعادة عظمة هذه المهنة، ويؤرخ مراحلها المختلفة. شكرا لجميع القائمين على هذه المشاريع، شكرا لجميع أعضاء المجلس، لفريق عمل النقابة، والقائمين على تنفيذ هذا المشروع بقيادة الدكتور خالد عزب”.
وأشار البلشي إلى أن الهدف الأساسي هو استعادة دور النقابة، وأن المبنى له روحه كبيت للصحفيين، ومنصة لكل المصريين للتعبير عن قضاياهم وأحلامهم وأزماتهم، وهو ما تجلى بوضوح في المظاهرات. تضامناً مع الشعب الفلسطيني، مما أعاد للاتحاد روحه المفقودة. أقول إن هدفنا كان وضع اللبنات الأساسية. الأول هو استعادة هذه المهنة العظيمة بحضوركم ورؤية جميع فاعليها، ولهذا انطلق المؤتمر السادس للصحفيين الذي نناقش من خلاله حاضرها وأزماتها ومستقبلها. نناقش هموم المهنة على كافة المستويات، نناقش أزمة الحريات وأزمة قدرتنا على الحركة، نناقش كل التشريعات التي تعيق حركتنا، ولدينا توصياتنا. وهو نقاش لم يتوقف طوال عمر المجلس الحالي، بل يعد المؤتمر فرصة لنا جميعا أن نتحد على كلمة واحدة، ورؤية متكاملة تعبر عنا جميعا، بكل تنوعاتنا، ما نقوم به ولا يفرق بين رؤية وأخرى، ولا بين فريق وآخر. هدفنا مستقبل يليق بهذه المهنة، ومن أجل الأجيال القادمة سنصنعه معا، مهما كانت شدة اختلاف الرؤى بيننا. حاولنا، وحاول مجلس الأمناء، أن نجمع كل مغتربي المهنة داخل بيت الصحفيين، فهذا اتحادنا كلنا، وليس اتحاد فئة على أخرى، ولا اتحاد فئة على أخرى. مجموعة على أخرى.
وأوضح البلشي أن بداية الطريق إلى البناء الجديد أو تصحيح الأوضاع هي أن ندرك حجم أزمتنا، وأن ندرك كافة أبعادها. منذ عام ونصف، عملنا على وصف حالنا من خلال التواصل المستمر مع كافة الأطراف، ومن خلال الأبواب المفتوحة لجميع الزملاء. لقد كانت طريقتنا لإدراك عمق الأزمة التي وصلنا إليها. ولعله يدرك… كلنا أسباب الأزمة وأسبابها ووصفها، لكن ما رأيناه عبر الأبواب المفتوحة لآهات الزملاء كان أعمق، وكان لا بد من طرح ذلك وصياغته بشكل بطريقة عملية، لذلك أثناء التحضير لهذا المؤتمر قمنا بتطوير استبيان لقياس ما وصلنا إليه، ولدراسة وضعنا بشكل عملي، وكذلك رؤية من واجه الأزمة للحلول والأزمات. وجاءت النتائج لتدق العديد من أجراس الإنذار. وأتمنى أن يصل رنينها العنيف إلى كل القائمين على هذه الصناعة، وإلى كل القائمين على الأمور والأطراف المعنية، وإلى كل المهتمين بمستقبلها. وجاءت نتائج الاستبيان لتؤكد أننا نمر بأزمة كبيرة ومحنة كبيرة، لكنها في الوقت نفسه كشفت عن اعتزاز الصحفيين بمهنتهم، وحرصهم على استعادتها، والتمسك بتطويرها، وهو ما يؤكد أن الحلم لم يفلت منا، وما زال أهل هذه المهنة يحلمون، وما زالوا يضعون الرؤى لإنقاذه، وهذا ما ظهر في كثير من النتائج التي سنسردها.
وأكد خالد البلشي أن 1568 زميلاً وزميلة شاركوا في الاستبيان الخاص بالمؤتمر العام، 88% منهم نقابيون، و60% منهم في الفئة العمرية من 30 إلى 50 عاماً، ونحو 30% منهم كانوا نقابيين. الزميلات، والمشاركون في الاستبيان عبروا عن كل التنوع في المهنة. ومؤسساتها مما يعزز مصداقية أرقام الاستبيان التي جاءت لترسم خريطة كاملة لآلام الصحفيين الاقتصادية والمهنية.
وشدد على أن تطوير العمل النقابي جزء أساسي من المطالب، مضيفا: “علينا كصحفيين أن نبني نقابة قوية تعبر عن صوتنا وتدافع عن حقوقنا. إننا بحاجة إلى هيكل مؤسسي فعال يقوم على الشفافية، وعلى مشاركة جميع الأعضاء في اتخاذ القرار. إن تعزيز العمل النقابي سيعزز قوتنا كمجتمع صحفي، ويضمن أمننا الاجتماعي والمهني، وأؤكد أنه من خلال التواصل المفتوح والحوار بين النقابة والأطراف المعنية، يمكننا تحقيق الأهداف التي يجب أن تكون لدينا الإرادة السياسية من أجلها. والتغييرات الاجتماعية لتغيير القوانين المفروضة وتحقيق الإصلاحات التي نحتاجها”.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من العاصمة والناس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.