هل يجوز قراءة القرآن الكريم وكتابته بغير اللغة العربية؟.. الإفتاء تجيب
هل يجوز قراءة وكتابة القرآن الكريم بغير اللغة العربية؟ سؤال تجيب عليه دار الإفتاء كالتالي: يجوز شرعا قراءة القرآن الكريم وكتابته بغير اللغة العربية. لأن ذلك من شأنه أن يحفظ قدسية القرآن الكريم، ويلبي احتياجات الإنسان، ويسهل القرآن على الإنسان، وما يعنيه ذلك هو الرواية الصوتية لحروف اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم. نزلت، مع وضع ضوابط لحفظ القرآن الكريم من التحريف والتحريف، وتتمثل هذه الضوابط في عدم طباعة هذه الترجمة. وهو مستقل عن القرآن الكريم. بل يجب أن يكتب مع نص القرآن المتداول تفسيراً له، مع التنبيه في مقدمة هذا العمل على أمور: مثل أن يكون هذا النص رواية فلان. – مثل “حفص عن عاصم الكوفي” مثلا – وذلك كما هو مكتوب في صدر أو خلف طبعات القرآن الكريم حتى لا يلتبس الأمر على القارئ. بالإضافة إلى إنشاء لجنة علمية مشتركة متخصصة وذات مصداقية من أهل اللغة العربية واللغات الأخرى، يتم من خلالها سرد كلمات القرآن الكريم، لوضع مفتاح العمل للوصول إلى أدق عمل علمي في هذا المجال. هذا الصدد.
حكم قراءة القرآن الكريم وترجمته إلى لغة غير العربية
القرآن الكريم هو كلام رب العالمين الذي أنزله على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بلغة عربية مبينة، أمر أن يبلغه للعالمين. ثم قال الله تعالى: “قل لا أسألكم عليه أجرا”. إن هو إلا ذكر للعالمين». [الأنعام: 90]ورسالته صلى الله عليه وآله وسلم عامة لجميع الناس، ولا تقتصر على نوع أو آخر، أو وقت أو آخر، بل هي ليوم القيامة. ولذلك فإن العمل على تبليغ القرآن الكريم وتعليمه لجميع المسلمين هو من الأمور المهمة في الدين، ولا شك أن ذلك يتطلب أحد أمرين: إما أن يعرف هؤلاء المسلمون اللغة العربية بلا إشكال، أو فهم لا يعرفون ذلك، فيحتاجون إلى من ينقل لهم القرآن الكريم بلغتهم، ومن هنا ناقش العلماء حكم ترجمة القرآن الكريم وبيان هل تجوز أم لا، وهم لقد جاء إلى فريقين:
الفريق الأول: يرى عدم جواز ترجمة القرآن الكريم إلى لغة أخرى، واستدلوا بعدة أدلة أهمها: استحالة ذلك؛ لأنه لا يمكن للبشر أن يأتي بمثل القرآن في ترتيبه، وبراعة أسلوبه، ودقة تصويره، وحسن تفسيره، وهو ما تحدى الله به الإنس والجن. مع. كما يقول ربنا سبحانه وتعالى: “قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم” كان. لبعض بعد الظهر﴾ [الإسراء: 88] الترجمة مهما كانت دقيقة وكمالاً لن تنتج مثل القرآن، وربما يكتفي المترجم إلى لغتهم بالنص المترجم – رغم نقائصه – لكي يتعلم القرآن العربي، مما يبعدهم عن جمال معاني القرآن بلغته الأم، مع الخوف من أن تخرج الترجمة عن مقصود القرآن أصلاً. ويعتبر تحريفاً وتبديلاً له، والعياذ بالله.
إلا أن الفريق الآخر رأى – وهذا هو الرأي الذي نرجحه – أن كل ذلك لا يشكل تحريماً شرعياً لترجمة القرآن الكريم، خاصة أنه لم يزعم أحد في الترجمة أنه مطابق للقرآن الكريم. ولا أنه كلام الله قطعا، بل هو تفسير لكلام الله بلغة غير العربية. فإذا كان التفسير هو كشف معاني القرآن الكريم التي يفهمها المفسر حسب قدرته، ولم يجزم المفسر ولا غيره بأن ما توصل إليه هو الكلمة الأخيرة في معنى الآيات، فكذلك الأمر بالنسبة لترجمة القرآن. سيدي الكريم، إذا اتخذنا أنها ليست لنفس الألفاظ في الترجمة الحرفية، بل للمعنى المستخرج من الآية، ولذلك فإن الطريقة الأنسب لذلك هي عقد لجنة من علماء التفسير وعلماء التربية. ، ومن في حكمهم من المتخصصين؛ ويعتمدون تفسيراً محدداً للقرآن الكريم يناسب الفئة التي تستهدفها هذه الترجمة، وتتولى الترجمة لجنة أخرى من المتخصصين؛ ثم ترجمة ما وافقت عليه اللجنة الأولى إلى اللغة المراد ترجمتها. هذا فيما يتعلق بالقرآن الكريم وحكم ترجمته.
الاتجاه في مجمع البحوث الإسلامية في مصر والمجامع الأخرى في الخارج هو منع هذه الكتابة، كما جاء في قرارات الدورة الرابعة عشرة لهيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية رقم 67، وهذا نابع من عدة مخاوف ومنها: الخوف على القرآن الكريم من التحريف نتيجة اختلاف المصطلحات. الكتابة من كاتب إلى آخر أو من جسد إلى آخر، ونتيجة أن هذه اللغات الأجنبية تتطور وتتغير، وهذا فيه شبهة إدخال التحريف في القرآن الكريم، ومنها: والشك أن هذا يضعف الاهتمام بتعلم اللغة العربية. وبالتالي تعلم أحكام القرآن الكريم في تلاوته وتشريعه، وأن ما تركه السلف الصالح – الصحابة ومن بعدهم – من كتابة القرآن الكريم باللغة العربية يجب الحفاظ عليه، رغم وجوده. اللغات الأجنبية وأسباب هذه الكتابة، إلا أنه لم يتم ذلك في عهدهم.
وقد سبق أن قال بعض العلماء والكتاب والباحثين إنه حرام، ومنهم الشيخ حسين والي مسؤول إدارة الفتوى بالأزهر، فيما نشره بمجلة الأزهر في مقال بعنوان: “كتابة الفتوى” “القرآن الكريم بالحروف اللاتينية”، صدر سنة 1355هـ – 1936م، وفيه كان يميل إلى المنع. موضحًا أن بعض الحروف العربية لا تترجم في لغات أخرى، الأمر نفسه ينطبق على الأستاذ محمود أبو دقيقة في مقالته بمجلة “نور الإسلام” الصادرة سنة 1351هـ بعنوان “كلمة في ترجمة القرآن الكريم”. القرآن.”
ولكننا نرى أن الأمر أبسط من ذلك: فالأمر من ناحية ليس مجمعاً عليه بين أهل العلم. الزركشي نفسه، فيما رواه عنه السيوطي في “الإتقان”، وإن كان يفضل التحريم، فقد روي عنه أنه قال: [هذا مما لم أرَ فيه كلامًا لأحد من العلماء، ويحتمل الجواز؛ لأنه قد يحسنه مَن يقرؤه بالعربية] أوه.
وكذلك يقول الزرقاني في “مناهل العرفان”: [ونسترعي نظرك إلى أمور مهمة، أولها أن علماءنا حظروا كتابة القرآن بحروف غير عربية، وعلى هذا يجب عند ترجمة القرآن بهذا المعنى إلى أية لغة أن تكتب الآيات القرآنية إذا كتبت بالحروف العربية كي لا يقع إخلال وتحريف في لفظه فيتبعهما تغير وفساد في معناه] أوه.
وكذلك ما نص عليه المذهب الحنفي من جواز قراءة القرآن وكتابته بغير اللغة العربية لمن لا يستطيع ذلك بشروط، وأن الكتابة أحوط. باللغة العربية ثم كتابة تفسير كل حرف وترجمته بلغة أخرى مثل اللغة الإنجليزية. وعندهم يجوز قراءة القرآن الكريم وكتابته بغير اللغة العربية لغير القادر عليه، بشرط عدم تحريف اللفظ والمعنى. وفي «النهاية والدرعية»: كتب أهل فارس إلى سلمان الفارسي أن يكتب لهم الفاتحة بالفارسية، فكتب، وكانوا يقرأون ما هو مكتوب في الصلاة حتى تلين ألسنتهم، وفي “النحاتات القدسي في أحكام قراءة وكتابة القرآن بالفارسية” لم يؤخذ منه أنه لا يجوز كتابة القرآن بالفارسية إلا الكتابة بالعربية وكتابة التفسير. وترجمة كل حرف، ويحرم مسه النجس بالإجماع.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من العاصمة والناس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.