107 أعوام على وعد بلفور المشؤوم.. منح اليهود صك اغتصاب أرض فلسطين

يصادف اليوم السبت 2 نوفمبر الذكرى الـ107 لصدور وعد بلفور المشؤوم، والذي بموجبه منحت بريطانيا اليهود حق إقامة وطن قومي في فلسطين.

وعد بلفور هو رسالة أرسلها وزير الخارجية البريطاني آنذاك، آرثر جيمس بلفور، عام 1917 إلى اللورد ليونيل روتشيلد، أحد قادة الحركة الصهيونية في ذلك الوقت، وهو ما عُرف فيما بعد بوعد بلفور.

ويعتبر هذا الوعد الخطوة الأولى التي اتخذها الغرب لإقامة كيان لليهود على أرض فلسطين، حيث تعهدت الحكومة البريطانية بإقامة دولة لليهود في فلسطين.

وجاءت رسالة بلفور إلى روتشيلد بعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات بين الحكومة البريطانية من جهة، واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية من جهة أخرى، تمكن الصهاينة من خلالها من إقناع بريطانيا بقدرتهم على تحقيق مطلب بريطانيا. أهدافها والحفاظ على مصالحها في المنطقة.

الموافقة الغربية على وعد بلفور

وعرضت الحكومة البريطانية نص وعد بلفور على الرئيس الأمريكي ويلسون، فوافق على مضمونه قبل نشره. ووافقت عليها فرنسا وإيطاليا رسميًا عام 1918، ثم تبعها الرئيس الأمريكي ويلسون رسميًا وعلنيًا عام 1919، كما فعلت اليابان، وفي 25 أبريل 1920، وافق عليها المجلس الأعلى لقوى الحلفاء. وفي مؤتمر سان ريمو تتولى بريطانيا الانتداب على فلسطين، ويدخل وعد بلفور حيز التنفيذ وفق ما جاء في المادة الثانية من الانتداب. وفي 24 يوليو 1922، وافق مجلس عصبة الأمم على مشروع الانتداب، الذي دخل حيز التنفيذ في 29 سبتمبر 1923. وهكذا يمكننا القول إن وعد بلفور كان وعداً غربياً، وليس بريطانيا فقط.

الموقف الفلسطيني من وعد بلفور

ولم يستسلم الشعب الفلسطيني للوعود والقرارات البريطانية والواقع العملي الذي بدأت تفرضه على الأرض الحركة الصهيونية وعصاباتها المسلحة. بل خاضوا ثورات متتالية، كان أولها ثورة البراق عام 1929، ثم تلتها ثورة 1936.

ومن جانبها، اتخذت الحركة الصهيونية العالمية وقادتها هذا الوعد وثيقة قانونية لدعم مطالبها بإقامة الدولة اليهودية في فلسطين، وتحقيق الحلم اليهودي بالحصول على تعهد من إحدى الدول الكبرى بإقامة وطن قومي. بالنسبة لهم، وجمع شتاتهم بما يتوافق مع توجهات الحركة الصهيونية بعد انتقالها. ومن مرحلة تنظير أفكارها إلى تنفيذها في أعقاب المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في بازل بسويسرا عام 1897 والذي أقر البرنامج الصهيوني وأكد أن الصهيونية تناضل من أجل إقامة وطن للشعب اليهودي في فلسطين.