الصين : لقاء رئيس مجلس النواب الأمريكي مع زعيمة تايوان انتهاك لسيادتنا
أدانت الصين اليوم الخميس اجتماعا عقده رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفين مكارثي مع زعيمة تايوان تساي إنغ-ون بولاية (كاليفورنيا) الأمريكية واصفة إياه بأنه “ينتهك بشكل خطير مبدأ صين واحدة وأحكام البيانات الثلاثة المشتركة بين الصين والولايات المتحدة”.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في بيان أوردته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إنه “في ظل عدم احترام للاحتجاجات الرسمية الشديدة التي قدمتها الصين والتحذيرات المتكررة التي أصدرتها أصرت الولايات المتحدة على السماح بقيام تساي إنغ-ون بزيارة المرور عبر الولايات المتحدة” وعقد الاجتماع رفيع المستوى بينها وبين مكارثي “ثالث أعلى مسؤول في الحكومة الأمريكية”.
وأضاف المتحدث الذي لم تذكر الوكالة اسمه أن الولايات المتحدة سمحت كذلك للمسؤولين الأمريكيين وأعضاء الكونغرس الأمريكي بالتواصل مع تساي “ووفرت منصة لها تدلي من خلالها بتصريحات انفصالية تسعى إلى ما يسمى استقلال تايوان”.
وأكد أن مثل هذه الأعمال “ينتهك بشكل خطير سيادة الصين ووحدة وسلامة أراضيها ويرسل إشارات خاطئة خطيرة إلى القوى الانفصالية الساعية إلى ما يسمى استقلال تايوان” مشددا على أن “الصين تعارض بشدة هذه الأعمال وتدينها بقوة”.
وذكر أن “مبدأ صين واحدة هو توافق عالمي للمجتمع الدولي وعرف أساسي في العلاقات الدولية ويمثل الشرط المسبق والأساس لتأسيس العلاقات الدبلوماسية وتنميتها بين الصين والولايات المتحدة” مشيرا إلى أنه “في البيانات الثلاثة المشتركة بين الصين والولايات المتحدة قدمت الولايات المتحدة تعهدات لا لبس فيها بشأن الحفاظ على الطابع غير الرسمي للعلاقات مع تايوان”.
وتابع أنه “مع ذلك على مدى فترة طويلة من الزمن تمسكت الولايات المتحدة بعناد باستراتيجية استخدام تايوان لاحتواء الصين وخرقت الالتزامات التي قطعتها على نفسها” مضيفة أن “الولايات المتحدة تحدت بلا هوادة المبدأ الأساسي وأطلقت استفزازات في مسائل مثل التفاعل الرسمي مع تايوان ومبيعات الأسلحة إلى تايوان والتواطؤ العسكري معها فضلا عن مساعدة تايوان على توسيع ما يسمى بمجالها الدولي كما أنها واصلت طمس مبدأ صين واحدة وتفريغه من مضمونه”.
وعلى صعيد متصل أوردت (شينخوا) بيانا لمتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية حول الموضوع نفسه أكد خلاله المعارضة الشديدة لجميع أشكال التعامل الرسمي بين الولايات المتحدة وتايوان وكذلك أي زيارة تقوم بها زعيمة سلطات تايوان إلى الولايات المتحدة “تحت أي مسمى أو بأي ذريعة”.
وأضاف المتحدث باسم (الدفاع) “أننا نعارض بشدة أي شكل من أشكال اتصال الجانب الأمريكي بسلطات الحزب الديمقراطي التقدمي (في تايوان) والذي ينتهك مبدأ صين واحدة والأحكام المنصوص عليها في البيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة”.
وحث المتحدث الجانب الأمريكي على “احترام التزامه السياسي الجاد الذي تعهد به تجاه الصين بشأن مسألة تايوان” مشيرا إلى أنه “يجب على الجانب الأمريكي وقف تدخله السافر في الشؤون الداخلية للصين ووقف تعامله الرسمي مع تايوان كما يتعين عليه التوقف عن ترقية التبادلات الجوهرية مع تايوان وعدم إضفاء الغموض على مبدأ صين واحدة وإفراغه من مضمونة”.
وشدد على أن الجيش الصيني “سيتمسك بمسؤوليته ومهمته وسيبقى دائما في حالة تأهب قصوى وسيحمي بحزم سيادة الصين وسلامة أراضيها وكذلك السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان”. وكان مكارثي استقبل برفقة بعثة من أعضاء الكونغرس الجمهوريين والديمقراطيين في (كاليفورنيا) أمس الأربعاء زعيمة تايوان تساي إنغ-ون بمناسبة وجودها في الولايات المتحدة في “زيارة مرور” لا تأخذ طابع الزيارة الرسمية.
وقال مكارثي في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر) بهذه المناسبة إن الصداقة بين الولايات المتحدة وشعب تايوان “أقوى من أي وقت مضى”.
وفي غضون ذلك شدد منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي على أن الصين “لا يوجد سبب يدعوها إلى الرد بأي نوع من الطرق القاسية على الاجتماع أو المبالغة في رد الفعل على الإطلاق”.
وهذه أول مرة في التاريخ يجتمع فيها رئيس لمجلس النواب الأمريكي على الأراضي الأمريكية مع شخصية تتولى زعامة تايوان.
ويعد هذا هو ثاني لقاء على هذا المستوى خلال أقل من سنة ففي أغسطس الماضي زارت رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي تايوان حيث التقت تساي إنغ-ون.
