تقارير

السودان على فوهة بركان.. هل تفلح الوساطات بين البرهان وحميدتي لتلافي مواجهة مسلحة؟

فيما تعتبر الأزمة الأعنف التي يواجهها السودان حاليا بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ونائبه، الفريق محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، اللذين يمثلان أبرز كيانين عسكريين في البلاد، هما الجيش وقوات الدعم السريع، وإصدار كل منهما بياناً يبرر فيه تحركاته الأخيرة وتحشيده مركبات وعناصر مسلحة في شوراع البلاد وحول منشآتها الحيوية والحساسة تظل جهود الوساطة تتحرك باتجاه وأد الفتنة في وقت يخيم جو من الترقب والقلق على شوارع السودان، بعد وصول الخلاف إلى نقطة غير مسبوقة.

وقال الناطق باسم القوات المسلحة، العميد الركن نبيل عبد الله علي محمد، في بيان متلفز صباح الخميس، إن مهمة الجيش المتمثلة بحفظ وصون الأمن “تستوجب دق ناقوس الخطر، لأن البلاد تمر بمنعطف تاريخي خطير يزداد خطورة بعد قيام قيادة الدعم السريع بتحشيد القوات والانفتاح داخل العاصمة وبعض المدن دون موافقة القوات المسلحة أو التنسيق معها”.

وفي المقابل، أصدرت قوات الدعم السريع بياناً أوضحت فيه أنها “تنتشر وتتنقل في كل أرجاء الوطن، من أجل تحقيق الأمن والاستقرار ومحاربة ظواهر الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، ومكافحة التهريب والمخدرات والجريمة العابرة والتصدي لعصابات النهب أينما وجدت”.

ويعتبر التوتّر المتصاعد الخلاف العلني الأول والأكثر خطورة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وهي ميليشيا سابقة تضم عشرات الآلاف من المقاتلين، متهمة بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان لا سيما أثناء الصراع في دارفور.

يذكر أن العلاقة بين الجيش وقوات الدعم السريع تدهورت بشدة مؤخراً، ما أدى لتأخير إبرام اتفاق مدعوم دولياً مع الأحزاب السياسية تمهيداً لفترة انتقالية، بقيادة مدنية، لسنتين، انتهاء بإجراء انتخابات.

وجاء عن مصادر عسكرية أن أحد أسباب النزاع بين حميدتي والجيش هو إحجام الأخير عن تحديد موعد نهائي واضح لدمج قوات الدعم السريع في صفوف الجيش. وأضافت المصادر أن القوات المسلحة نشرت المزيد من الجنود في الخرطوم ووضعتهم في حالة تأهب، تحسباً لما ينويه حميدتي من تصعيد محتمل ومواجهة مسلّحة لا تحمد عقباها.

زر الذهاب إلى الأعلى