"غرائب القضايا".. انتحرت بعد فشلها فى التخلص من زوجها
حالات غريبة حدثت وأثارت جدلاً تحول فيها القاتل إلى بريء، والجاني إلى ضحية، ألغاز كشفتها التحقيقات، وأزاحتها دفاعات المحامين في الساحات. ويعرض اليوم السابع، على مدار 30 حلقة خلال شهر رمضان المبارك، أبرز هذه الحالات وحقائقها المثيرة.
هذه الحلقة يرويها المستشار بهاء الدين أبو شقة في كتابه “أغرب الحالات”…
وانتهى الجزء الثاني من القضية بعد أن اعترف المجني عليه بأن صديقه القديم كان يقوم بتنظيف سلاحه الشخصي وأطلقت منه رصاصتان أصابته دون قصد. ورفض إدانته، وتم رفض القضية فيما بعد.
مرت الأيام.. ترك الصديق الفقير «الجمل بما حمله».. غادر البلدة وبحث عن عمل جديد في بلدة نائية ليبدأ حياة جديدة، تاركاً وراء ظهره كل ذكريات الماضي، سواء الحلو أو المر..
وكانت أضواء الصباح تشق طريقها إلى أجواء القرية الهادئة عندما قطع الصمت أصوات سيارات الشرطة وسيارات الإسعاف المحيطة بمنزل الصديق الثري. وتم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الأولية العاجلة، وتم اعتقال زوجته وسائقه الخاص.
وبدأ اتصال الشرطة بالواقعة عندما تقدمت خادمة الزوجة ببلاغ للشرطة طلبت فيه أن يكون بلاغها سريا، خوفا على حياة الزوجة.
وتضمن بلاغها أن الزوجة طلبت منها مساعدة زوجها الذي خرج من السجن مؤخراً والمتهم في قضية إحداث عاهة مستديمة لأحد الأشخاص.. لقتل زوجها مقابل مبلغ مالي كبير. .. وقادها شيطانها إلى التخطيط لطريقة وأسلوب قتل من خلال ضربه بسيارته وهو في طريقه إلى البندر لشراء… مستلزمات عمله… وتصوير الحادثة على أنها قتل بالخطأ.
ارتابت الخادمة وخافت على حياة زوجها ووافقت على خطتها الخاطئة. وأبلغت الشرطة التي طلبت من النيابة الإذن بمراقبة هواتفها الخاصة.
وجاءت المفاجأة عندما كشفت المراقبة الهاتفية عن وجود علاقة آثمة بينها وبين سائق زوجها. لقد كان يحبه قبل زواجها. وكانا يستعدان للزواج عندما التقت به في أحد مصانعه كعامل فقير. وظهرت في مظهرها علامات الفقر واللجوء. لقد أعجب بها. كان يحب البساطة فيها.. وكان رأيه أن الحب سيذيب الخلافات الشاسعة بينهما.
تزوجها.. جعلته يعتقد أنها تحبها.. وأنه أول رجل قهر قلبها.. بالغت في هذا العبء الهائل فيه.. خاصة بعد أن علمت بصداقة العمر وكيف كانت والدته محا الخلافات ومحاها من قاموس أفكاره.
لكن قلبها وفكرها وحبها كان لهذا الميكانيكي الذي كان قلبها مرتبطا به.
قدمته لزوجها كسائق أمين. لقد وثق به. لقد عامله بشكل جيد. وأعد له غرفة في قبو الفيلا التي يسكن فيها.
وأسفرت المراقبة الهاتفية عن تبادل محادثة هاتفية مع السائق. خططوا لقتل الزوج والاستيلاء على أمواله. وسجلت الأحاديث رفض الخادمة تنفيذ خطتها. قادهم تفكيرهم إلى طريقة لقتله لا تترك أي أثر أو دليل.
وقبل النوم كان زوجها يتناول كوباً من الحليب ويبتلع معه حبة منومة لينام نوماً عميقاً هادئاً يعوضه عن المجهود الذي كان يبذله في العمل.
لقد تناول هذا المهدئ بناء على وصفة طبية كتبها طبيبه المعالج لكي ينام بسلام، ويطرد أفكار كابوس الماضي.
واتفقت الزوجة مع عشيقها على إحضار نفس المخدر المنوم ووضع كمية كبيرة منه في كوب حليب لينهي حياته على الفور. وتم تصوير الوفاة على أنها نتيجة طبيعية لتناوله جرعة زائدة تساعده على النوم بسرعة.
وسمع رجال الشرطة مكالمات حديثة تبين فيها عزمهم على وضع الحبوب المخدرة في كوب الحليب الخاص بالزوج.
وبالفعل نالوا ما أرادوا، ودخل الزوج في نوم عميق.. وانتظروا حتى الصباح إعلان وفاته.
لكن الشرطة، برفقة سيارة إسعاف مجهزة بطبيب، وبعد سماع النداء، سارعت لإنقاذه وإلقاء القبض عليهما.
وتم نقله إلى المستشفى وتم تقديم الإسعافات اللازمة له على وجه السرعة. وخلص تقرير الطب الشرعي، بعد تحليل السوائل المستخرجة من أمعائه، إلى أن كمية المنوم كانت كبيرة وكانت ستقتله حتما لولا كوب الحليب الذي وضع فيه المنوم. وأبطل اللبن تأثير سرعة المنوم بجسده وعجل بوفاته.
وبعد أن استيقظ وعادت إليه الحياة لم يصدق الزوج ما سمعه. لقد شعر أنه يرى حلما مزعجا يريد أن يستيقظ منه، ولكن هذه هي الحقيقة المؤلمة التي يجب أن يواجهها.
وبسؤال الزوجة اعترفت قائلة: “لقد فات الأوان. لقد ضاعت كل آمالي وأحلامي، في الاستيلاء على أموال زوجي لأعيش حياتي الخاصة مع من أحب. يجب أن أعترف بالحقيقة. وهذا خطأ الرجل الذي ظلمته. كان صاحب أخلاق.. أخلاق عظيمة وقوية.. كان محترماً بلا حدود.. قابل اتهاماتي وظلمي بأخلاق نبيلة.. رفض قول الحقيقة.. الحقيقة التي سأقولها والآن لإرضاء ضميري.”
“إنه صديق زوجي الذي اتهمته زوراً وخطرت للتخلص منه.. لكي أشكك في زوجي.. أوهمته أنه يخدعني من نفسي.. كان يريد ذلك”. اقتلوه حتى ينظفوا له الأجواء ونتزوج معًا.»…ولقد كان زوجي صادقًا وغلي الدم في عروقه وتوحشت أفكاره. وبالفعل التقط بندقيته واقترب منه وأطلق النار عليه بنية قتله.
كان الصديق حافظ العهد وحارس الصداقة.. أقسمت أنه لم يمسسني ولو نظرة واحدة وأن كل ما أتعلق به كان كذبا.. أنا من نشرت شائعات مطاردته لي .. أنا من خططت لهذا السيناريو حتى يقتل زوجي صديقه ويدخل السجن ويقبض على مضطهديه ويتحرر مني. الطقس مع السائق.”
واختتمت حديثها بالكلمات التي تخرج من فمها ببطء وتثاقل… “جشع الدنيا وجشعها وسخطها وقناعتها… والمثل صحيح: “ليس للإنسان إلا التراب في عينيه”.” ..
أغمضت عينيها وهي تكرر آخر كلماتها.. “أشعر وكأنني أموت.. لقد تناولت جرعة سامة احتفظت بها سرا في ثنيات ملابسي عندما تم القبض علي.. أترك هذا العالم بلا شيء، لا أحمل معي سوى عيوبي وأخطائي.. وكل ما أطلبه. ليغفر لمن خنته في لحظة مات فيها ضميري… ثم أسلمت روحها لخالقها وماتت.
أما زوجها فبعد شفائه انطلق للبحث عن صديق عمره. بحث عنه طويلا حتى وجده وحكى له القصة من البداية إلى النهاية.. وأنهم كانوا ضحايا تلك الزوجة اللعوبة. وطلب منه أن ينسى الماضي ويعود إلى الماضي قبل أن يتلوث بعالم تلك الزوجة. حياة مليئة بالحب والثقة والاحترام.. لكن الصديق رفض ذلك موضحا أن عهد الصداقة بينهما قد انتهى.. احتضنا بعضهما وافترقا.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .