نقطة فاصلة فى عمر الوطن.. النص الكامل لبيان 3 يوليو
يصادف اليوم ذكرى بيان الثالث من يوليو الذي كان نقطة تحول في تاريخ الأمة، ففي هذا التاريخ نجح المصريون في التخلص من حكم جماعة الإخوان الإرهابية إلى الأبد، وانتقلت مصر من حال إلى حال، بعد أن خرج الشعب المصري بالملايين في ثورة عظيمة استعاد خلالها هويته وحريته.
وفي السطور التالية نستعرض نص بيان الثالث من يوليو، وهو أحد أهم التواريخ التي غيرت حال أمة بأكملها.
وجاء نص البيان كالتالي: “بسم الله الرحمن الرحيم… شعب مصر العظيم”، ولم تستطع القوات المسلحة أن تصم آذانها أو تغض الطرف عن حراك ودعوة جماهير الشعب التي نادت بدورها الوطني وليس دورها السياسي، رغم أن القوات المسلحة نفسها كانت أول من أعلن ذلك ولا تزال وستظل بعيدة عن العمل السياسي.
لقد استشعرت القوات المسلحة ـ من منطلق رؤيتها الثاقبة ـ أن الشعب الذي يناديها لمناصرته لا يدعوها من أجل السلطة أو الحكم، وإنما يدعوها من أجل الخدمة العامة والحماية اللازمة لمطالب ثورته. وهذه هي الرسالة التي تلقتها القوات المسلحة من كل مدن مصر وبلداتها وقراها، فاستوعبت هذه الدعوة، وفهمت غرضها، وأدركت ضرورتها، واقتربت من المشهد السياسي راجية ومشتاقة وملتزمة بكل حدود الواجب والمسئولية والأمانة.
خلال الأشهر الماضية بذلت القوات المسلحة جهوداً مضنية، مباشرة وغير مباشرة، لاحتواء الوضع الداخلي وإجراء مصالحة وطنية بين كافة القوى السياسية، بما في ذلك الرئاسة، منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2012. بدأت بدعوة للحوار الوطني استجابت لها كافة القوى السياسية الوطنية، إلا أن الرئاسة رفضتها في اللحظة الأخيرة. ثم توالت الدعوات والمبادرات واستمرت منذ ذلك الوقت إلى اليوم.
وقد قدمت القوات المسلحة أكثر من مرة تقييما استراتيجيا للموقف على المستويين الداخلي والخارجي، تضمن أهم التحديات والمخاطر التي تواجه البلاد على المستويات الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ورؤية القوات المسلحة كمؤسسة وطنية لاحتواء أسباب الانقسام المجتمعي وإزالة أسباب الاحتقان ومواجهة التحديات والمخاطر للخروج من الأزمة الحالية.
وفي إطار متابعة الأزمة الراهنة، التقت القيادة العامة للقوات المسلحة مع رئيس الجمهورية بقصر القبة يوم 22/6/2013، حيث تم عرض رأي القيادة العامة ورفضها الإساءة إلى مؤسسات الدولة الوطنية والدينية، كما أكدت رفضها لإرهاب وتهديد الشعب المصري.
لقد كان الأمل معقودا على توافق وطني يضع خارطة طريق للمستقبل ويوفر أسباب الثقة والطمأنينة والاستقرار لهذا الشعب بما يحقق طموحاته وآماله إلا أن خطاب السيد الرئيس مساء أمس قبل انتهاء مهلة الـ 48 ساعة جاء على نحو لا يرقى إلى مستوى مطالب جماهير الشعب مما استوجب من القوات المسلحة من منطلق مسئوليتها الوطنية والتاريخية التشاور مع بعض رموز القوى الوطنية والسياسية والشباب دون إقصاء أو تهميش لأحد وقد اتفق الحاضرون على خارطة طريق للمستقبل تتضمن خطوات أولية لتحقيق بناء مجتمع مصري قوي ومتماسك لا يقصي أحدا من أبنائه وتياراته وينهي حالة الصراع والانقسام وتتضمن هذه الخارطة ما يلي:
– تعليق العمل بالدستور مؤقتا.
ويؤدي رئيس المحكمة الدستورية العليا اليمين أمام الجمعية العامة للمحكمة.
– إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، مع تولي رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد خلال الفترة الانتقالية إلى حين انتخاب رئيس جديد.
لرئيس المحكمة الدستورية العليا سلطة إصدار الإعلانات الدستورية خلال الفترة الانتقالية.
– تشكيل حكومة قوية وقادرة من الكفاءات الوطنية تتمتع بكل الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية.
– تشكيل لجنة تضم كافة الأطياف والخبرات لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة على الدستور الذي تم تعليق العمل به مؤقتا.
-التقدم للمحكمة الدستورية العليا بطلب سرعة الموافقة على مشروع قانون انتخابات مجلس النواب والبدء في إجراءات الإعداد للانتخابات البرلمانية.
– وضع ميثاق شرف إعلامي يضمن حرية الإعلام ويحقق معايير المهنية والمصداقية والحياد وتعزيز المصلحة العليا للبلاد.
– اتخاذ الإجراءات التنفيذية اللازمة لتمكين الشباب ودمجهم في مؤسسات الدولة ليكونوا شركاء في صنع القرار كمساعدين للوزراء والمحافظين وفي مناصب السلطة التنفيذية المختلفة.
– تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بالمصداقية والقبول لدى كافة النخب الوطنية وتمثل مختلف التوجهات.
وتدعو القوات المسلحة الشعب المصري العظيم بكافة أطيافه إلى الالتزام بالتظاهرات السلمية وتجنب العنف الذي يؤدي إلى مزيد من التوتر وإراقة دماء الأبرياء، وتحذر من أنها ستواجه بالتعاون مع رجال وزارة الداخلية بكل قوة وحسم أي خروج عن السلمية وفقاً للقانون انطلاقاً من مسئوليتها الوطنية والتاريخية.
وتتقدم القوات المسلحة بالتحية والتقدير للشرفاء والمخلصين من أبناء القوات المسلحة والشرطة والقضاء على دورهم الوطني العظيم وتضحياتهم المتواصلة للحفاظ على أمن وأمان مصر وشعبها العظيم.
حفظ الله مصر وشعبها العظيم الأبي، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .