فن ومشاهير

جمال عبد الناصر يكتب: تامر عبد المنعم يستعيد الماضي الجميل بعرض يدغدغ المشاعر

جمال عبد الناصر يكتب: تامر عبد المنعم يستعيد الماضي الجميل بعرض يدغدغ المشاعر

كتبت/ زيزي عبد الغفار

عندما تشاهد مسرحية “نوستالجيا 80/90” للفنان والمخرج تامر عبد المنعم ستدغدغ مشاعرك لأنك إذا كنت من جيلي أو الجيل الذي قبلي بقليل أو بعدي بقليل ستشاهد كل ذكريات طفولتك مع بوجي وطمطم، مع عم فؤاد، مع بابا ماجد، وماما نجوى، وبعدها ستستمتع بأغاني ومسلسلات ومسرحيات وأفلام تلك الفترة الجميلة ونجومها الكبار.

نوستالجيا 90/80.. لتامر عبد المنعم، عرض يجعلك تفتخر بفنك المصري وفنانيك الكبار، وتندم على الابتذال والرداءة والابتذال الذي يُقدم حالياً، باستثناء عدد قليل من الفنانين الذين ما زالوا يحافظون على تواضع الفن المصري ويقدمون أعمالاً لها قيمة ورسالة وممتعة، مثل محمد صبحي وخالد جلال وعصام السيد وناصر عبد المنعم في المسرح وغيرهم، وفي السينما سنجد شريف عرفة ومحمد ياسين، وفي الدراما أيضاً لدينا عدد قليل.

وبصراحة وجدتني أغني وأتمايل مع الراقصين والراقصات وأصفق لهم وأنا أستمع إلى تترات افتتاحية أرابيسك وليالي الحلمية والضوء الشارد وأغاني مسرحيات عادل إمام في الواد سيد الشغال والزعيم ورقصات نبيلة عبيد في فيلم الرقصة والسياسي وأغاني التسعينيات من نجومها المطربين: علي حميدة ولولاقي وهشام عباس وأمل يحكيلي عنها ومحمد فؤاد وخالد عجاج وإيهاب توفيق وغيرهم وغيرهم.


حنين للماضي

عندما تشاهد هذا العرض الذي أخرجه الفنان تامر عبد المنعم ستجد نفسك في الحكاية، وإذا لم تستطع التحكم في نفسك ستصعد على المسرح وتقرر المشاركة مع الفنانين الذين تملأ وجوههم الفرحة والسعادة والأمل والتفاؤل، وسينقلون لك مشاعرهم فيما يقدمونه.

الحنين (2)
الحنين (2)

شكراً للفنان تامر عبد المنعم ومن معه في هذا العرض لأنهم جعلوني أعيش طفولتي وشبابي وأتذكر شرائط الكاسيت التي كنت أشتريها في الجامعة وأهديها لمن أحب، وشكراً لمسرح السامر الذي أراه يعيش أنجح فترة في حياته، لأن النجاح يعني اهتمام الجمهور بالعروض الجيدة، وتامر عبد المنعم يحقق ذلك، وهو في الحقيقة الهدف والفلسفة المرجوة من الثقافة الشعبية، وهي تقديمها لجمهور عريض كخدمة ثقافية، لأن الثقافة بلا جمهور والمسرح بلا جمهور لا فائدة منهما، بل هما إهدار للطاقة والمال.

خالد محروس في مشهد من فيلم الكيت كات
خالد محروس في مشهد من فيلم الكيت كات

مشهد رايا وسكينة
مشهد رايا وسكينة

نعود للعرض الذي تكاملت عناصره، بداية من الفكرة الذكية لتامر عبد المنعم التي يحكم بها ويحرج بها صناع الفن الحاليين الذين لا يستطيعون تقديم ربع الإبداع الذي قدموه في الثمانينيات والتسعينيات، والإخراج الواعي والرؤية البسيطة العميقة في العرض، ومرورا بديكور محمد جابر الذي خدم الفكرة وأكد على الإطلالة المسرحية التي يرجوها المخرج. ولو تحدثت عن مكياج إسلام عباس، فأنا بحاجة لمقال خاص به، فهو ماهر في أدواته ويغير ملامح الممثلين ليجعلهم نسخة «نسخ ولصق» من الفنانين الذين يقدم لهم مشاهد أو يعرض عنهم. أما ملابس رنا عبد الحميد فكانت دقيقة للغاية، وصممت كما هي في المشاهد المسرحية والسينمائية، ومن الواضح جدا أن المصمم بذل جهدا وحفظ، وقلّد الملابس الحقيقية بدقة كبيرة. ولن أنسى الحديث عن الإضاءة بكل انتقالاتها وألوانها التي تهيئ المشاهد للخروج والدخول من مشهد لآخر بسلاسة وذكاء من مصممها عز حلمي.

الفنان تامر عبد المنعم
الفنان تامر عبد المنعم

عرض الجمهور
عرض الجمهور

وبالحديث عن الممثلين، فإن الفنان خالد محروس هو بطل القصة الذي يأخذنا معه في حلمه لنرى الجمال والفن والفرح، وهو ممثل عظيم يعرف كيف يتعامل مع الجمهور ويعبر عن نفسه بكل أدواته كممثل، وأحيي الفنان تامر عبد المنعم على اختياره لهذا العرض، أما باقي الممثلين فكل منهم يؤدي دوره ببراعة، خاصة الفنانة مصرية بكر في تقديم شخصية الفنانة نبيلة عبيد، والفنان إسلام عباس في تقديم شخصية فؤاد المهندس، والفنان إسلام عزتي الذي قدم شخصية عادل إمام ببراعة واستلهم روح عادل إمام في حركاته ونظراته وإيماءاته، ولو قدم عملاً فنياً عن عادل إمام لكان عزتي هو المرشح الأول له. ومن الممثلين الذين يمتلكون الكاريزما والقبول أيضًا من قدموا دور أحمد زكي، ومن قدموا دوري ريا وسكينة “شادية وسهير البابلي” كانوا مبدعين للغاية واقتربوا كثيرًا من الثنائي الشهير (شادية وسهير)، كما قدمت الفنانة فاطمة زكي دورها ببراعة على أكمل وجه في مشهد مسرحية “الواد سيد الشغال”، وأيضًا تحية لصديقي الفنان محمد صبري جمعة، ظهوره المشرف في مشهد فيلم “شمس الزناتي”، وأعتذر إن نسيت اسم أي من الفنانين، فجميعهم قدموا أدوارهم ببراعة وكفاءة، منهم من جسد سعاد حسني ومنهم من قدم شخصية محمود حميدة في “شمس الزناتي”، وغيرهم.

جانب من العرض
جانب من العرض

تامر عبد المنعم فنان ناجح في كل المناصب التي يديرها لأنه فنان متعدد المواهب يكتب ويخرج ويمثل ويجيد تقليد الشخصيات ولديه مواهب أخرى ولذلك قدم لنا عرضا مسرحيا متكاملا يستحق المشاهدة أكثر من مرة وقد سعدت جدا بجولة هذا العرض في كل محافظات مصر حيث تم عرضه في بورسعيد وسيعرض مستقبلا في الإسماعيلية وطنطا ومحافظات مصر الأخرى.

نوستالجيا 90/80 بطولة فرقة مسرح السامر، رؤية وإخراج تامر عبد المنعم، عروض فرق بورسعيد والحرية وسوهاج وروضة الفرج للفنون الشعبية، التوزيع الموسيقي للعرض محمد مصطفى، الديكور المهندس محمد جابر، المكياج إسلام عباس، مصممة الأزياء رنا عبد المجيد، الإضاءة عز حلمي، إنتاج الهيئة العامة لقصور الثقافة.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

زر الذهاب إلى الأعلى