6 نصائح للتغلب على ضربة الشمس القاتلة.. أهمها بلل قبعتك بالماء البارد

ترتفع درجات الحرارة بشكل كبير في مصر والعالم، بل إن ارتفاع درجات الحرارة غير مسبوق في بعض مناطق العالم، ومن بينها مصر، بحسب خبراء الأرصاد الجوية، وتشير التقديرات إلى أن موجة الحر التي ضربت أوروبا العام الماضي، والتي تجاوزت فيها درجات الحرارة 48 درجة مئوية، تسببت في وفاة 60 ألف شخص.

لا يتعين أن تكون درجات الحرارة مرتفعة بشكل خاص حتى تشكل خطراً على الصحة – حيث تزداد المخاطر مع ارتفاع درجات الحرارة فوق 25 درجة مئوية، وخاصة إذا كان الطقس رطباً وحاراً، وتبدأ هذه المخاطر في الارتفاع في غضون دقائق من التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة، حسبما ذكرت صحيفة الديلي ميل.

هناك بعض الفئات المعرضة للخطر بشكل خاص، مثل كبار السن، والأشخاص الذين يعانون من السمنة أو العدوى – لأن هذه الحالات تضعف قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته.

تم تصميم أجسامنا للعمل عند درجة حرارة تبلغ حوالي 37 درجة مئوية؛ وتبدأ الإنزيمات والبروتينات الضرورية لعمليات مثل إرسال الإشارات العصبية حول الجسم في الانهيار عندما ترتفع درجات الحرارة فوق ذلك.

إن ارتفاع درجة الحرارة ليس مجرد شعور بالحرارة، بل هو حالة يتم الاستهانة بها إلى حد كبير ويمكن أن تسبب أضرارًا سريعة لا رجعة فيها لأعضائنا وقد تؤدي حتى إلى الموت. يمكن أن يكون لارتفاع درجة الحرارة عواقب وخيمة حيث تموت الخلايا وتنطلق المركبات السامة وتبدأ الأعضاء في التوقف عن العمل حرفيًا.

لتجنب ذلك، تحتوي أجسامنا على آليات متطورة للغاية لاستشعار وتنظيم درجة حرارة الجسم إلى حوالي 37 درجة مئوية، وهذا هو السبب في أننا نتعرق عندما يكون الجو حارًا في الخارج، على سبيل المثال، حيث أن العرق المتبخر من الجلد له تأثير تبريد على الجسم.
ولكن في بعض الظروف، لا تكون هذه الآليات التي تم إنشاؤها لتنظيم درجة حرارة أجسامنا فعالة بنفس القدر. على سبيل المثال، في الظروف الحارة والرطبة، يمتلئ الهواء بالرطوبة، مما يمنع العرق من التبخر بكفاءة. وعندما لا يتمكن العرق من التبخر، فإنه لا يستطيع تبريد الجسم، مما يتسبب في ارتفاع خطير في درجة حرارة الجسم.

كما أن التمارين الشاقة تولد حرارة الجسم الخاصة بها، لدرجة أن الجسم لا يستطيع التعرق بدرجة كافية لتبريد نفسه. وإذا كانت التمارين طويلة ومكثفة، مثل الجري في ماراثون، فقد تصاب بضربة شمس في درجات حرارة عادية. وغالبًا ما تكون أول علامة على ضربة الشمس هي الارتباك، حيث تكون خلايا المخ أكثر حساسية للتغيرات في درجات الحرارة.
تشمل الأعراض الأخرى لضربة الشمس الدوخة والغثيان والصداع النابض والجلد الساخن أو الأحمر أو الجاف أو الرطب والنبض السريع والإغماء، وهي كلها علامات تحذيرية يجب الانتباه إليها.
مع تقدم تلف الخلايا، قد تتوقف جميع أعضائنا عن العمل ببطء في غضون دقائق، ولكن مع العلاج الفعال، يمكن إيقاف هذا الضرر وعكسه.
يحدث الضرر الناتج عن الحرارة من خلال عدد من الآليات – ونحن نكتشف هذا العلم ببطء لمساعدتنا في تطوير علاجات أفضل. يتم توجيه المزيد من الدم إلى الجلد للمساعدة في التعرق، وبالتالي يقل تدفق الدم إلى الأعضاء الرئيسية – مما قد يؤدي إلى فشل الأعضاء. تبدأ البروتينات الموجودة في العضلات في التحلل ويتم إطلاقها في الدم، مما يؤدي إلى إتلاف الكلى.
كما يساهم نقص السوائل في ذلك، حيث يمكن أن يتعرق الشخص حتى 1.5 لتر من السوائل في الساعة، مما يسبب الجفاف وانخفاض حجم الدم، مما يجعل من الصعب الحفاظ على ضغط الدم الصحي.
كل هذا يعني أن القلب يحتاج إلى ضخ الدم بشكل أسرع وبقوة أكبر لإرساله إلى الجلد – ونحن نعلم أن هذا يمكن أن يفرض ضغطًا على القلب، كما أوضحت دراسة نشرت في مجلة Annals of Internal Medicine الشهر الماضي.
أجرى باحثون في كندا فحصا على 60 شخصا بالغا، ووجدوا أنه مع كل زيادة قدرها 1.5 درجة مئوية في درجة حرارة الجسم، يتضاعف تدفق الدم إلى القلب لدى المرضى الأصغر سنا والأكثر صحة.
ولكن في الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب، لم يكن هناك زيادة أقل في تدفق الدم فحسب، بل بدأوا أيضًا يعانون من تلف إقفاري في القلب، وهو مقدمة للنوبة القلبية.
وفي الوقت نفسه، أظهرت الأبحاث المنشورة في المجلة الأوروبية لعلم وظائف الأعضاء التطبيقي العام الماضي أن تلف الأمعاء يحدث عندما ترتفع درجة حرارة الجسم – وأن كبار السن يعانون من أضرار أكثر من الشباب.
ويعتقد أن هذه المجموعة معرضة بشكل خاص لتلف الأمعاء، مما يسمح للبكتيريا بالتسرب إلى مجرى الدم، مما قد يسبب تعفن الدم، وهو رد فعل يهدد الحياة.
دفعت دراسات مثل هذه العديد منا في مجال طب الطوارئ إلى البدء في إعطاء المضادات الحيوية عن طريق الوريد لأولئك الذين يعانون من مرض خطير بسبب ضربة الشمس.
وفي الواقع، باعتباري مستشاراً في قسم الحوادث والطوارئ، فقد رأيت بشكل مأساوي مرضى يموتون بسبب عدم تلقي العلاج الفعال في الوقت المناسب.
وقد عانى آخرون من أضرار بالغة واضطروا إلى قضاء أسابيع في المستشفى؛ في حين يعاني العديد من الذين يتعافون بشكل جيد جسديًا في كثير من الأحيان من ضعف الوظائف الإدراكية بعد أشهر من إصابتهم بضربة الشمس.
وعندما يتعلق الأمر بالعلاجات الفعالة، فإن المملكة المتحدة تقود الطريق بفضل الأبحاث التي أجراها أطباء عسكريون لدراسة آثار الحرارة على أفراد القوات المسلحة وعدائي الماراثون – الذين على الرغم من لياقتهم البدنية، فإنهم معرضون لخطر الإصابة بضربة الشمس بسبب آثار الجهد الشديد في درجات الحرارة المرتفعة.
أحد الابتكارات التي أنقذت حياة الكثيرين، والتي تم تطويرها في الأصل لقوات مشاة البحرية الملكية، هو “حقيبة الجسم المائية المثلجة” المحمولة.
تم تصميم هذا الجهاز بواسطة الدكتور روس همنغواي من مركز تدريب مشاة البحرية، ويستخدم لتغطية جسم الشخص الذي يعاني من ضربة شمسثم اغمرها في الماء المثلج. قد يكون هذا الجهاز فعالاً للغاية بحيث لا يتطلب أي علاج إضافي.

خطوات بسيطة للوقاية من ضربة الشمس..

1. ابتعد عن الشمس عندما تصل درجات الحرارة إلى 30 درجة مئوية، على سبيل المثال، واخرج بدلاً من ذلك في المساء عندما يكون من المرجح أن يكون الطقس أكثر برودة.

2. ارتدِ ملابس فاتحة اللون مصنوعة من أقمشة مبردة (يفضل القطن) – فهي تسمح بمرور التعرق.

3. اشرب كمية أكبر من الماء والسوائل عن المعتاد. تأكد من عدم شعورك بالعطش أبدًا، وأن يكون لون البول شاحبًا وشفافًا – وتجنب القهوة والكحول لأن كلاهما مدر للبول.

4. بلّل قبعتك بالماء البارد قبل الخروج في الطقس الحار.

5. تجنب الأدوية المضادة للالتهابات مثل الفولتارين والإيبوبروفين، لأنها قد تؤدي إلى اختلال وظائف الكلى وتلف الأمعاء، مما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بضربة الشمس.

6. إذا شعرت بأنك أصبحت مريضًا أو لاحظت أن أي شخص يرتبك بسبب الحرارة، فقد تساعدك الإسعافات الأولية البسيطة: ابتعد عن الشمس، واشرب الماء البارد وقم بالتبريد.

إذا لم تشعر بتحسن، خذ حمامًا باردًا — ستشعر بتحسن خلال 5 إلى 10 دقائق. إذا لم يكن ذلك عمليًا، ضع منشفة مبللة على نفسك.

إذا ساءت حالتك، فإن العلاج هو الغمر بالماء البارد وسوف تحتاج إلى المساعدة في هذا الشأن – احصل على هذه المساعدة في أقرب وقت ممكن.