نائب رئيس حزب المؤتمر: التحول للدعم النقدي يخفف الأعباء عن المواطنين

أكد اللواء الدكتور رضا فرحات نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية أن قضية التحول من الدعم العيني إلى الدعم النقدي تعكس استراتيجية حديثة وفعالة لضمان وصول الدعم لمستحقيه وتحسين كفاءة منظومة الدعم لتحقيق مزيد من العدالة الاقتصادية وتخفيف الأعباء على المواطنين.

وتابع أستاذ العلوم السياسية في تصريح لـ”اليوم السابع” أن قضية التحول من الدعم العيني إلى الدعم النقدي إجراء ضروري لتحقيق استغلال أفضل لموارد الدولة بشكل أكثر دقة وكفاءة، لكنه يحتاج إلى تخطيط دقيق وتنفيذ صارم لضمان تحقيق الأهداف المرجوة دون آثار سلبية على الأسعار ومعيشة المواطنين.

وأضاف نائب رئيس حزب المؤتمر أن التحول إلى الدعم النقدي يساهم في تحقيق العدالة الاقتصادية من خلال توفير مبالغ نقدية مباشرة للأفراد، مما يسمح لهم بتحديد أولوياتهم واحتياجاتهم الأساسية بدلاً من حصرهم في السلع والخدمات المحددة التي يوفرها الدعم العيني. بالإضافة إلى ذلك، يعاني الدعم العيني من مشاكل كبيرة تتعلق بالضياع والتسرب، حيث لا يصل الدعم إلى مستحقيه الفعليين بالكامل. ومن خلال التحول إلى الدعم النقدي، يمكن تقليص هذه الخسائر بشكل كبير، حيث يتم تحويل الأموال مباشرة إلى حسابات المواطنين، مما يقلل من فرص التلاعب والفساد. ومن خلال تقديم الدعم النقدي، يمكن للحكومة تعزيز كفاءة الإنفاق العام والحد من هدر الموارد.

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن الإجراءات الحمائية والتنظيمية الشاملة هي أفضل السبل لضمان نجاح هذا التحول وتحقيق فوائد مستدامة للاقتصاد والمجتمع، مشيرا إلى أنه على الرغم من الفوائد المتعددة للتحول إلى الدعم النقدي، إلا أنه لا بد من اتخاذ مجموعة من الإجراءات الحمائية لتجنب أي آثار سلبية محتملة لهذا التحول، خاصة فيما يتعلق بارتفاع الأسعار، وأول هذه الإجراءات هو إنشاء آلية دقيقة وشفافة لتحديد المستحقين للدعم النقدي، لضمان وصول الدعم إلى الفئات الأكثر احتياجا دون تلاعب أو استغلال، كما يجب على الحكومة العمل على تعزيز الرقابة على الأسواق لمنع أي محاولات لرفع الأسعار بشكل غير مبرر مع بدء تطبيق نظام الدعم النقدي، ولا بد من اتخاذ إجراءات صارمة ضد المحتكرين والتجار الذين يحاولون استغلال هذا التحول لزيادة أرباحهم على حساب المواطنين.

وشدد أستاذ العلوم السياسية على أهمية العمل على استقرار أسعار السلع الأساسية خلال فترة الانتقال إلى الدعم النقدي، وذلك لتجنب أي تقلبات سعرية قد تؤثر سلباً على معيشة المواطنين، بالإضافة إلى ضرورة توفير شبكة أمان اجتماعي قوية تدعم الفئات الأكثر ضعفاً خلال هذه الفترة الانتقالية. كما أكد فرحات على أهمية استخدام التكنولوجيا في تطبيق نظام الدعم النقدي لتسهيل عملية التحويل وضمان وصول الدعم إلى مستحقيه بسرعة وكفاءة، داعياً إلى ضرورة إنشاء منصات إلكترونية وتطبيقات ذكية تتيح للمواطنين تقديم طلباتهم ومتابعة مستحقاتهم بكل سهولة ويسر.