أنت من الأحرار يا علي .. ثورة 23 يوليو فى السينما المصرية
كتبت/ زيزي عبد الغفار
السينما ذاكرة الشعوب، والحقيقة أن الفيلم حين يمر عليه خمسون عاماً أو أكثر يصبح أشبه بالآثار لأنه يسجل لنا الظواهر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ومن خلاله نعرف شكل العمران ولغة الناس وغير ذلك. وستظل السينما أرشيفاً للأحداث الكبرى، واليوم نحتفل بذكرى ثورة 23 يوليو 1952.
“أنت من الأحرار يا علي” كلما تذكرت ثورة يوليو أو أي فيلم عنها أو حديث أو نقاش بين أصدقاء أتذكر هذه الجملة دائما، إنها جملة رائعة تلخص فلسفة وفكر الثورة وأهدافها التي قامت من أجلها وهي حرية الشعب.
قدمت السينما العديد من الأعمال عن ذلك الحدث الذي غير خريطة مصر والعالم في ذلك الوقت، ولعبت السينما المصرية دوراً كبيراً في مباركة الثورة من خلال رصدها وتوثيقها، حيث خلدتها بمجموعة من الأفلام المتميزة، ويأتي فيلم “رد قلبي” لمريم فخر الدين وشكري سرحان وأحمد مظهر في قائمة الأفلام التي رصدت النتيجة الاجتماعية للثورة على أسرة مصرية فقيرة وبسيطة، ويعتبر هذا الفيلم أيقونة لثورة يوليو لأنه تناول معاناة الشعب المصري قبل الثورة من خلال قصة حب الأميرة “إنجي” ابنة الباشا لابن الفلاح البسيط “علي” الذي يصبح ضابطاً في الجيش، وتمر الأيام حتى تندلع الثورة، وبعدها يتمكنان من الزواج، وقد احتل الفيلم المرتبة الثالثة عشرة ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية في استفتاء النقاد عام 1996 في احتفالية مرور مائة عام على السينما المصرية.
وهناك أفلام أخرى كثيرة منها: «الباب المفتوح» لفاتن حمامة، و«بورسعيد» لفريد شوقي وهيدي سلطان، و«الأيادي الناعمة» لأحمد مظهر وصباح وصلاح ذو الفقار، و«الحقيقة العارية» لماجدة. ومن ناحية أخرى أنتجت السينما أفلامًا أخرى هاجمت العصر الملكي وسلبياته وإخفاقاته، مثل: «غروب وشروق»، و«القاهرة 30»، و«بداية ونهاية»، و«في بيتنا راجل»، وقد عبرت هذه الأفلام عن حقبة تاريخية مهمة في تاريخ مصر وهي العهد الملكي.
كما تم عرض فيلم آخر بعنوان “الله معنا” لعماد حمدي وفاتن حمامة، والذي تناول الحدث الذي كان من مقدّمات الثورة، وهو عن قصة للكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، وإخراج أحمد بدرخان، وبطولة محمود المليجي وماجدة شكري سرحان وحسين رياض، وتناول الفيلم ذهاب الضباط للمشاركة في حرب فلسطين ثم إصابتهم، مما أدى إلى غضب بين رجال الجيش، وتم تشكيل تنظيم الضباط الأحرار للانتقام للبلاد، وانتهت الأحداث بإسقاط ملك البلاد وتولي الجيش مقاليد الحكم.
والسؤال هنا: هل أولت السينما المصرية ثورة يوليو ما تستحقه من اهتمام؟ والإجابة هي: لا، ولابد من إنتاج أفلام جديدة عن هذا الحدث وغيره من الأحداث في تاريخ مصر.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .