مصر

طفرة كبرى بمساجد الفيوم.. افتتاح 42 جامعا خلال يوليو الجارى بعد الإحلال والتجديد

شاهد مساجد محافظة الفيوم قفزة عظيمة وعصر تنويري، مثل أغلب مساجد مصر، في إطار توجهات الدولة في السنوات الأخيرة لتحويل المساجد إلى منارات للعلم والمعرفة، وحصون منيعة ضد الأفكار الهدامة والمتطرفة، بدءاً من إعادة بناء المسجد ليحل محل المتهدمة وإعادة تعريفه بما يليق ببيوت الله، ومرورا بالندوات العلمية والقوافل الوعظية التي يتم تنظيمها على مستوى مراكز محافظة الفيوم.

افتتحت مديرية الأوقاف بالفيوم خلال الشهر الجاري 42 مسجداً بعد الإحلال والتجديد منها 38 مسجداً جديداً أو إحلالاً وتجديداً و4 مساجد خضعت للصيانة والتطوير، وبلغ إجمالي عدد المساجد التي تم إحلالها وتجديدها وصيانتها وتأثيثها بالمحافظة 12118 مسجداً بتكلفة تقدر بنحو 18 ملياراً و800 مليون جنيه.

في إطار الدور التعليمي ونشر الفكر الوسطي المستنير الذي تقوم به وزارة الأوقاف المصرية، انطلقت قوافل دعوية من أوقاف الفيوم إلى إدارات الأوقاف بالمراكز.

وقد أكد العلماء أثناء القوافل أن ديننا الحنيف أولى اهتماماً خاصاً للجانب الإنساني، فكرم الإنسان في إنسانيته المطلقة بغض النظر عن دينه أو لونه أو جنسه أو لغته، قال الله تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم). وكان نبينا صلى الله عليه وسلم يقول: (يا أيها الناس إن ربكم واحد، لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم). وكان صلى الله عليه وسلم يقول في سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه: (سلمان منا آل بيت النبي). وكان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: (أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا) يعني بلال. الحبشي (رضي الله عنه).
وعندما حرم الإسلام قتل النفس، حرم قتل كل نفس وكل نفس، وحمى الدماء كلها، قال الله تعالى في كتابه الكريم: (من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات وإن كثيراً منهم بعد ذلك في الأرض لفاسقون). وقال نبينا صلى الله عليه وسلم: (لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يسفك الدم الحرام).
وأشار العلماء إلى أن البعد الإنساني في ديننا الحنيف لم يتوقف عند هذا الحد من درء الأذى، بل دعا إلى مراعاة الأبعاد الإنسانية كافة، من الكلمة الطيبة، وإطعام الجائع، وكسوة العاري، وعلاج المريض، وفك الكرب، ونشر السلام، وغير ذلك من الجوانب التي تدعم التواصل والتعايش الإنساني.
إن جبر القلوب المنكسرة من الأخلاق الإنسانية النبيلة التي لا يتحلى بها إلا أصحاب النفوس الطاهرة، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وإذا حضر الانقسام[of the inheritance]”وأن يرزقهم منه ذوي القربى واليتامى والمساكين، ويكل إليهم قولاً معروفاً، ليجبر كسر قلوبهم ويسعد نفوسهم، ويقول الله تعالى أيضاً مصلحاً لمشاعر نبينا صلى الله عليه وسلم: (ولسوف يعطيك ربك فترضى).”

في إطار جهود وزارة الأوقاف العلمية والدعوية، عقدت مديرية أوقاف الفيوم 150 ندوة علمية دعوية بالمساجد الكبرى بعنوان: “احترام كبار السن والرحمة بالصغار وأثرها في تقدم المجتمع”، ضمن برنامج (مجالس المعرفة والذكر)، بتوجيهات وزير الأوقاف أسامة الأزهري، وتحت رعاية الدكتور محمود الشيمي وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، وبحضور نخبة من الأئمة المتميزين.
وخلال هذه اللقاءات أكد العلماء أن ديننا دين قيم وأخلاق وإنسانية، ودين فطرة سليمة، والفطرة السليمة تقتضي الإحسان إلى من أحسن إلينا، وتقتضي شكر النعمة ومن أنعم الله بها، كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم: (من لا يشكر الناس لا يشكر الله)، وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى: (عبدي إنك لا تشكرني إذا لم تشكر من أنعمت به).
هذا سيدنا زكريا عليه السلام يتوسل إلى الله في كبر سنه: (قَالَ رَبِّ إِنِّي وهن العظم مني واشتدّ رَأْسي شِيبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا) فكان الجواب: (يَا ​​زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ يُسَمَّى يُحْيَى لَمْ نُسَمِّ لَهُ مِنْ قَبْلُ). إن للعمر مكانه، وللعلم مكانه، مؤكدًا أن الواجب يقتضي احترام الكبير في السن، واحترام الكبير في المكانة، فلما جاء سيد الأنصار سيدنا سعد بن معاذ رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: (قُم لسيدك). وهذا سيدنا موسى عليه السلام يؤدب شيخ العلم العبد الصالح ويقول: قال له هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا؟
وأشار العلماء أيضاً إلى أن من صفات مجتمعنا الأصيلة المروءة، وإكرام الكبير، واحترام المعلم أياً كان منصبه في مدرسته أو مسجده أو مصنعه، واحترام الآباء والأعمام والأخوال والخالات وكل الكبار، ومن لم يكرم كبيره فليس منا، فالإنسان إنسان، وحيث تكون مصلحة العباد والوطن فهناك شرع الله.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

زر الذهاب إلى الأعلى