صناعة الفخار في قنا.. ناصر أبو اليزيد يحكى قصته من القلل إلى الزير.. صور

من زاوية صغيرة في منزله إلى كل أنحاء مصر، تحول الرجل الذي يعمل في الحرفة منذ ما يقرب من نصف قرن منذ طفولته المبكرة إلى واحد من أشهر صناع الفخار في محافظة قنا، يصوغ أنواعًا مختلفة من الفخار ويروج لها داخل المحافظة وخارجها ليعود محملاً بالكسب والرزق، كما يشارك في المعارض الكبرى مثل معرض ديارنا للحرف اليدوية، فأصبح ناصر أبو اليزيد لقب صانع الفخار في قرية الشيخ علي جنوب قنا.

يجلس لساعات طويلة خلف الدولاب اليدوي لينتج ما يخطر بباله، ثم يبدأ بمراحل التجفيف ووضع القطع الفخارية في فرن خاص. وتختلف طبيعة العمل في الشتاء عن الصيف، حيث تنشط صناعة الفخار ويسرع الزبائن للشراء، خاصة الإبريق والقلة. وفي الشتاء تنشط أدوات الطبخ المصنوعة من الفخار التي تحتفظ بالحرارة. ومن الهواية إلى الإتقان، بدأ بتطوير الحرفة وإدخال أنواع جديدة من الأدوات، ومنها الدولاب الكهربائي الذي لا يحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد.

وقال ناصر أبو اليزيد إن صناعة الفخار من الحرف القديمة بمحافظة قنا، والتي تعلمها منذ سنوات ورثها عن أسرته التي تعمل بها منذ سنوات طويلة، ويعمل بها جميع أفراد أسرته في الوقت الحالي، حيث تمثل مصدر دخلهم الأساسي، ويصنع منها أشكال مختلفة، وقد طور الحرفة وأدخل أشكالاً جديدة منها الأواني الفخارية المستخدمة في القهوة، وأباريق الفخار، وزخارف المقاهي والكافيتريات بالقرى السياحية.

وأشار أبو اليزيد إلى أنه يصنع الفخار مثل الطواجن والصحون وكذلك الجرار والجراكن وأدوات الزينة وغيرها، وتتم عملية التصنيع عبر مراحل منها تجهيز الطينة وعجنها ثم تقطيعها ووضعها على الدولاب للتشكيل ثم تركها لتجف ثم وضعها في الفرن، مشيراً إلى أنه شارك في عدد من المعارض المتعلقة بالحرف اليدوية داخل محافظة قنا وخارجها، كان آخرها معرض شارك فيه بمدينة الغردقة بالبحر الأحمر بمشاركة عدد من الحرفيين في مختلف الحرف التقليدية.

وأوضح ناصر أبو اليزيد أن عشرات العائلات تعمل في صناعة الفخار في القرية التي تعتبر أكبر قرية في المحافظة من حيث إنتاج الفخار، وتختلف الحرفة في الشتاء عن الصيف، فكل فصل له أنواع خاصة من الأعمال يشتريها الزبائن، حيث تنشط صناعة الإبريق والغلاية وأدوات الزينة في القرى السياحية في الصيف، بينما تنشط صناعة الأواني والمأكولات في الشتاء لقدرتها على الحفاظ على درجات الحرارة.