كيف يساعد تناول الحليب مرضى السكري؟

يتطلب علاج مرض السكري توازنًا دقيقًا بين النظام الغذائي وممارسة الرياضة والأدوية، وتشير الأبحاث إلى أن الحليب يمكن أن يكون جزءًا مفيدًا من النظام الغذائي لمرضى السكري عند استهلاكه باعتدال، وفقًا لموقع onlymyhealth.

الحليب غذاء غني بالعناصر الغذائية، ويوفر الفيتامينات والمعادن الأساسية. وهو مصدر غني بالكالسيوم، وهو ضروري لصحة العظام، وهو ما قد يشكل مصدر قلق لمرضى السكر المعرضين لهشاشة العظام. بالإضافة إلى ذلك، يوفر الحليب البروتين، الذي يساعد في الحفاظ على كتلة العضلات ويدعم الصحة الأيضية. كما أن فيتامينات أ، د، ب12، والبوتاسيوم وفيرة في الحليب، مما يساهم في تحسين الصحة العامة.

التأثير على مستويات السكر في الدم

أحد المخاوف الرئيسية لمرضى السكر هو تأثير الطعام على مستويات السكر في الدم. يحتوي الحليب على اللاكتوز، وهو سكر طبيعي، يمكن أن يرفع نسبة السكر في الدم. ومع ذلك، فإن الحليب له مؤشر جلايسيمي منخفض نسبيًا، مما يعني أنه يسبب ارتفاعًا أبطأ في نسبة السكر في الدم مقارنة بالأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع. يساعد معدل الامتصاص الأبطأ هذا في إدارة نسبة السكر في الدم بشكل أفضل.

وجدت دراسة نشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية أن تناول منتجات الألبان يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2. وأشارت الدراسة إلى أن منتجات الألبان، بما في ذلك الحليب، قد تعمل على تحسين حساسية الأنسولين وتقليل الالتهاب، وكلاهما مهم لإدارة مرض السكري.

دور البروتين

يعد البروتين ضروريًا لمرضى السكر لأنه يساعد على استقرار مستويات السكر في الدم. يعد الحليب مصدرًا ممتازًا للبروتين عالي الجودة، حيث يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التسعة. يمكن أن يؤدي محتوى البروتين هذا إلى إبطاء امتصاص الكربوهيدرات، مما يؤدي إلى زيادة تدريجية في مستويات السكر في الدم بعد تناول الوجبة.
إن إضافة الحليب إلى وجبة الطعام أو الوجبة الخفيفة يمكن أن يوفر شعوراً بالشبع، مما يقلل من احتمال تناول الوجبات الخفيفة غير الصحية، وهو أمر مفيد لإدارة الوزن – وهو جانب رئيسي من جوانب السيطرة على مرض السكري.

اعتبارات محتوى الدهون

كما أن نوع الحليب الذي تستهلكه له أهمية كبيرة. فالحليب كامل الدسم يحتوي على نسبة أعلى من الدهون المشبعة، والتي قد تساهم في الإصابة بأمراض القلب، وهو ما يشكل خطراً كبيراً على مرضى السكري. لذا، فمن الجيد أن تختار الحليب قليل الدسم أو خالي الدسم. فهذه الخيارات توفر نفس الفوائد الغذائية التي يوفرها الحليب كامل الدسم ولكن مع نسبة أقل من الدهون المشبعة وسعرات حرارية أقل، مما يجعلها خياراً أكثر صحة لقلبك.

فيتامين د ومرض السكري

يلعب فيتامين د، الموجود في الحليب المدعم، دورًا في عملية التمثيل الغذائي للجلوكوز. وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن مستويات فيتامين د الكافية قد تعمل على تحسين حساسية الأنسولين وتقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2. بالنسبة لمرضى السكري، يعد ضمان تناول كمية كافية من فيتامين د أمرًا ضروريًا، ويمكن أن يكون الحليب وسيلة سهلة لتعزيز هذا الفيتامين في نظامك الغذائي.