ارتفاع أسعار البن فى أوروبا مع تدمير الكوارث الطبيعية للمحاصيل بالدول المنتجة

ويستعد عشاق القهوة لارتفاع الأسعار في أوروبا، مع تزايد عدد الكوارث الطبيعية التي ضربت أكبر دولتين منتجتين للقهوة وشدتها. وسوف تعاني أوروبا، إحدى المناطق التي تشهد أعلى معدل استهلاك للقهوة في العالم، بشكل خاص من هذه الزيادات.

وارتفعت أسعار العقود الآجلة لقهوة أرابيكا، المدرجة في بورصة إنتركونتيننتال (ICE)، وبلغت الآن نحو 2.50 دولار (2.25 يورو) للرطل، مقارنة بـ 1.80 دولار (1.62 يورو) في بداية العام. واتبعت أسعار روبوستا مسارا مماثلا، حيث ارتفعت بنحو 25% إلى أكثر من 2000 دولار (1796 يورو) للطن.

ويستهلك الأوروبيون نحو 3.2 مليون طن من القهوة سنويا، وهو ما يمثل نحو 33% من إجمالي الاستهلاك العالمي، بحسب موقع “ستاتيستا”.

وأشارت صحيفة “لافانغارديا” الإسبانية إلى أن الجفاف في البرازيل، أكبر منتج للقهوة في العالم، والأعاصير الشديدة في فيتنام، ثاني أكبر منتج، أدت إلى تعطيل سلاسل توريد القهوة العالمية بشكل كبير، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج والتأثير على المستهلكين.
الكوارث الطبيعية تسبب الدمار

عانت البرازيل، المسؤولة عن حوالي 40% من إنتاج البن العالمي، من واحدة من أسوأ موجات الجفاف منذ عقود، مما أثر بشدة على مناطق إنتاج البن العربي، مما أدى إلى انخفاض إنتاجيتها.

لقد سجلت دورة الحصاد 2023-2024 بالفعل انخفاضًا حادًا في الإنتاج، والذي قد ينخفض، وفقًا لبعض التقديرات، بنسبة تصل إلى 20٪، مع الشعور بالتأثير بشكل حاد في ميناس جيرايس، أكبر ولاية منتجة للبن في البرازيل وموطن حبوب أرابيكا عالية الجودة، والتي شهدت أشهرًا من هطول الأمطار أقل من المتوسط.

ويواجه المزارعون البرازيليون أسوأ موجة جفاف تشهدها البلاد منذ أكثر من سبعة عقود ودرجات حرارة أعلى من المتوسط.

في حين تهيمن البرازيل على سوق أرابيكا، تعد فيتنام أكبر منتج عالمي لحبوب روبوستا الرخيصة المستخدمة في القهوة الفورية. وفي وقت سابق من هذا الشهر، دمر إعصار ياجي، الذي خلف 60 قتيلاً على الأقل ومئات الجرحى، مناطق زراعة البن الرئيسية في المرتفعات الوسطى في البلاد.

وتشير التقييمات الأولية إلى أن آلاف الهكتارات من البن تأثرت، مع خسائر كبيرة في المحصول الحالي وإمكانات الإنتاج المستقبلية، حيث سيستغرق تعافي الأشجار المتضررة سنوات.

العاصفة تدفع الأسعار إلى أعلى مستوى لها في 10 سنوات

لقد أدت التأثيرات المشتركة للجفاف في البرازيل والإعصار في فيتنام إلى ارتفاع أسعار القهوة العالمية. وذكرت منظمة القهوة الدولية، وهي هيئة حكومية دولية تتألف من الدول المصدرة والمستوردة للقهوة، أن الأسعار ارتفعت بنحو 20% في الربع الثالث من عام 2024، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ ما يقرب من عقد من الزمان.

وتشعر كاترينا إرفورت، من شركة إدارة سلسلة التوريد الدولية إنفيرتو، بالتشاؤم بشأن احتمال عودة الأسعار إلى طبيعتها في الأمد القريب: “من غير المرجح أن يتعافى قطاع القهوة بسرعة، حتى مع التحسن المحتمل في العرض”.

وقد أحدث الارتفاع الحاد في الأسعار صدمة في سوق القهوة العالمية. ويواجه التجار تقلبات متزايدة، وسط مخاوف من أن يؤدي تغير الطقس وتكاليف إعادة البناء بعد الكوارث الطبيعية إلى ارتفاع الأسعار.

وقال كارلوس ميرا، محلل السلع الزراعية في رابوبانك، لوكالة بلومبرج، إن الأزمة تتفاقم بسبب القضايا اللوجستية، مثل ازدحام الموانئ ونقص عالمي في حاويات الشحن، مما يجعل من الصعب نقل القهوة حول العالم.