مصر

يحيى السنوار.. وُلد وأُغتيل وأطلق الطوفان فى شهر أكتوبر (إنفوجراف)

يحيى السنوار.. وُلد وأُغتيل وأطلق الطوفان فى شهر أكتوبر (إنفوجراف)

أعلنت إسرائيل، الخميس، مقتل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والذي تعتبره دولة الاحتلال مهندس عملية فيضان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، والتي كبدتها خسائر بشرية وعسكرية وهزتها. صورة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية أمام العالم. وأعلنت أن تصفيته كانت أحد أهداف عملية “السيوف الحديدية” على قطاع غزة. والتي جاءت ردا على عملية طوفان الأقصى.

يحيى السنوار... ولد واغتيل وأطلق العنان للطوفان في تشرين الأول
يحيى السنوار… ولد واغتيل وأطلق العنان للطوفان في تشرين الأول

ومرت حياة يحيى السنوار بمفارقات غريبة، حيث ولد واغتيل في أكتوبر، بالإضافة إلى التحضير وإطلاق عملية طوفان الأقصى في نفس الشهر من عام 2023.

الولادة والتربية

ولد يحيى إبراهيم حسن السنوار في 19 أكتوبر 1962 في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة. ونزحت عائلته من مدينة المجدل شمال شرق القطاع، بعد أن احتلتها إسرائيل إثر نكبة 1948 وغيرت اسمها إلى “عسقلان”.

تلقى تعليمه في مدرسة خان يونس الثانوية للبنين، قبل أن يلتحق بالجامعة الإسلامية بغزة ويتخرج منها بدرجة البكالوريوس في قسم الدراسات العربية.

نشأ في ظروف صعبة وتأثر في طفولته بالاعتداءات والمضايقات المتكررة التي يتعرض لها سكان المخيم من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وكان ليحيى السنوار نشاط طلابي بارز خلال دراسته الجامعية، إذ كان عضوا نشطا في الكتلة الإسلامية في فلسطين.

شغل منصب أمين عام اللجنة الفنية ثم اللجنة الرياضية في مجلس الطلاب في الجامعة الإسلامية بغزة، ثم نائب رئيس المجلس ثم رئيس المجلس.

وساعده النشاط الطلابي في اكتساب الخبرة والمهارة التي أهلته لتولي أدوار قيادية في حركة حماس بعد تأسيسها عام 1987 خلال انتفاضة الحجارة.

اعتقل للمرة الأولى عام 1982 بسبب نشاطه الطلابي. وكان عمره 20 عامًا في ذلك الوقت. تم وضعه رهن الاعتقال الإداري لمدة 4 أشهر، وأعيد اعتقاله بعد أسبوع من إطلاق سراحه. وبقي في السجن لمدة 6 أشهر دون محاكمة. وفي عام 1985، اعتقل مرة أخرى وحكم عليه بالسجن 8 أشهر.

وفي 20 يناير/كانون الثاني 1988، اعتقل مرة أخرى وحوكم بتهم تتعلق بقيادة عملية اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين، وقتل 4 فلسطينيين يشتبه في تعاونهم مع إسرائيل، وحكم عليه بـ 4 أحكام مؤبدة (مع فترة 426 سنة).

وتولى خلال فترة اعتقاله قيادة الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس في السجون لدورتين تنظيميتين، وساهم في إدارة المواجهة مع مصلحة السجون خلال سلسلة من الإضرابات عن الطعام، بما في ذلك إضرابات أعوام 1992 و1996 و2000 و1996. 2004.

وتعرض لمشاكل صحية أثناء اعتقاله، حيث كان يعاني من الصداع المستمر وارتفاع حاد في درجة الحرارة. وبعد ضغط كبير من السجناء، أجريت له فحوصات طبية أظهرت وجود نقطة من الدم المتجمد في دماغه، كما أجريت له عملية جراحية في الدماغ استغرقت 7 ساعات.

أُطلق سراح يحيى السنوار عام 2011، وكان واحداً من بين أكثر من ألف أسير تم إطلاق سراحهم مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ضمن ما سُمي بصفقة “الوفاء للأحرار”.

وتمت الصفقة بعد أكثر من 5 سنوات قضاها شاليط في الأسر في غزة، ولم تنجح إسرائيل خلال عدوانها على القطاع نهاية عام 2008 في تحريره من الأسر.

وبعد خروجه من السجن، انتخب السنوار عضوا في المكتب السياسي لحركة حماس خلال الانتخابات الداخلية للحركة عام 2012، كما تولى مسؤولية الجناح العسكري لكتائب عز الدين القسام، وتولى مهمة التنسيق بين الطرفين. المكتب السياسي للحركة وقيادة الألوية.

وكان له دور كبير في التنسيق بين الجانبين السياسي والعسكري للحركة خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014.

وبعد انتهاء هذا العدوان أجرى السنوار تحقيقات وتقييمات شاملة لأداء القادة الميدانيين، مما أدى إلى إقالة قيادات بارزة.

وفي عام 2015 عينته حركة حماس مسؤولا عن ملف الأسرى الإسرائيليين، وكلفته بقيادة المفاوضات بشأنهم مع الاحتلال الإسرائيلي. وفي العام نفسه، صنفته الولايات المتحدة الأمريكية على قائمة “الإرهابيين الدوليين”، ووضعته إسرائيل على قائمة المطلوبين للتصفية في قطاع غزة.

وفي 13 فبراير 2017 تم انتخابه رئيساً للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة خلفاً لإسماعيل هنية.

وحاول خلال هذه الفترة إصلاح العلاقات بين حركة حماس في غزة والسلطة الفلسطينية بقيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في الضفة الغربية، وإنهاء حالة الانقسام السياسي في الأراضي الفلسطينية ضمن المصالحة الوطنية. لكن هذه المحاولات انتهت بالفشل.

وفي مارس 2021، تم انتخابه رئيسًا لحركة حماس في غزة لولاية ثانية مدتها 4 سنوات في الانتخابات الداخلية للحركة.

تعرض منزله للقصف عدة مرات، حيث قصفته طائرات الاحتلال ودمرته بالكامل عام 2012، أثناء العدوان على قطاع غزة عام 2014، ومن ثم خلال الغارات الجوية الإسرائيلية في مايو 2021.

ويوصف السنوار بالشخصية الحذرة. لا يتحدث كثيرًا ونادرا ما يظهر في الأماكن العامة. كما يتمتع بمهارات قيادية عالية وله تأثير قوي على أعضاء الحركة.

فيضان الأقصى 7 أكتوبر

وبعد عملية فيضان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أصبح يحيى السنوار على رأس المطلوبين لدى إسرائيل، بالإضافة إلى محمد الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام.

وأصبح التخلص من زعيم حماس أهم هدف استراتيجي للعملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي أطلقت عليها اسم “السيوف الحديدية”، حيث يعتبره المسؤولون الإسرائيليون العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر 2023.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button