هنا ولدت فكرة دعاء الكروان.. استراحة طه حسين شاهدة على التاريخ "صور"
تظل استراحة الدكتور طه حسين، عميد الأدب العربي، بمنطقة تونة الجبل بمركز ملوي جنوب محافظة المنيا، شاهدة على تاريخ عظيم جمع العديد من العظماء على اختلاف انتماءاتهم، في تلك المنطقة التي لم تكشف بعد عن كل أسرارها. تلك الاستراحة التي ولدت فيها رواية “مكر الكروان” واستقبلت كتابًا وفنانين وسياسيين من كل مكان.
وجود الدكتور طه حسين في منطقة تونة الجبل أثرى الحياة في تلك المنطقة بشكل خاص، بالسهرات الليلية واجتماعات العمال وصوت العندليب، حتى أن المنطقة رغم أنها كانت لا تزال أصبحت عذراء مقصداً لكل الفئات والمثقفين، وستبقى نقطة مضيئة في تاريخ طه حسين.
بناء استراحة
وقال الأثريون إن الدكتور طه حسين كان يتردد على المنطقة بشكل متكرر. وفي الوقت نفسه، كانت الحفريات تجري تحت قيادة عالم الآثار سامي جبرا. كان عميد الأدب العربي وعميد كلية الآداب جامعة القاهرة. وهو الذي وافق على صرف مبلغ مالي لبدء أعمال التنقيب بجامعة القاهرة. فقرر الدكتور سامي جبرا أن يبني له استراحة وأهداها للدكتور طه ليجعلها مميزة له أثناء إقامته في تونة الجبل. وكان طه حسين يقيم فيه في الصيف وبعضه في الشتاء، وكان يشهد استقبال ضيوفه من الأدباء والأدباء والفنانين وأهل الفكر والقلم.
كسر المكونات
وهي عبارة عن طابقين مبنية بطريقة مختلفة عن استراحة سامي جبرا، ولها درج خارجي. الدور الأول عبارة عن صالة كبيرة وغرفة للكتابة أو القراءة ثم حمام كبير ومطبخ. ثم تصعد إلى الطابق الثاني بدرج خارجي لتجد غرفتي نوم وصالة وحمام. وشهدت هذه الاستراحة ميلاد جزء من تاريخ… وعلامات السينما وهو فيلم صلاة الكروان الذي تم تصوير جزء منه خلال فترة الاستراحة.
وقال فرج عبد العزيز الجهمي، مدير منطقة الترويج السياحي، في كتابه، إن الاستراحة هي إحدى علامات تونة الجبل، وهي مزار للمثقفين وغيرهم، وستبقى كذلك، أو سيتم تحويله إلى متحف يضم تاريخ طه حسن وجميع أدواته وأشياءه الخاصة، أو مكتبة تضم جميع أعمال طه حسين الأدبية.
وأضاف الجهمي في كتابه أن عميد الأدب العربي كان متواجدا في تونة الجبل، لمتابعة أعمال حفائر الجامعة المصرية، التي يرأسها عالم الآثار الدكتور سامي جبرة، منذ بداياتها عام 1931، ولكن في بعض الأحيان في فترات منفصلة. وأقام تارة أخرى بصفته عميدا لكلية الآداب، وكانت الآثار قسما تابعا لكلية الآداب في ذلك الوقت. وهو محب للآثار، وقد وافق في ذلك الوقت بحكم منصبه على صرف مبلغ 500 جنيه مصري لبدء أعمال التنقيب. وتم إنشاء استراحة خاصة له ولزوجته ومساعديه بعيداً عن استراحة سامي جبرا ومساعديه. كانت استراحته مكونة من طابقين ولها حديقتها الخاصة المستقلة تمامًا.
وأضاف أن طه حسين كان يجلس في شرفة استراحته ويستمع إلى صوت طائر الكروان في تلك المنطقة. كان صوتاً يناديه فيسمع صدى صوته يتردد بين الصخور والجبال. وكان لها تأثير قوي عليه، ففكر في الجلوس مع عمال الصعيد والريف المصري، ومنهم أهل الصحراء. وكان يقيم لهم حفلات خاصة ويطلب منهم ذلك. كان يسألهم عن نظام زفافهم والأغاني المتعلقة بتراثهم وأسلوبهم. وكان يسأل عن أسماء نساء الريف وأغرب ما وجدوه. واتضح فيما بعد أنه كان يستخدم الأسماء كبطلات في رواياته.
وتابع: “كان طه حسين يذهب لزيارة ضريح إيزادورا الذي كان قريبًا من مثواه، ويوقد لها البخور والشموع والزهور على ضريحها، كما طلب والدها في تأبينه”. وحرص الدكتور طه حسين على زيارة إيزادورا شهيد الحب طوال فترة تواجده في تونة الجبل”.
يشار إلى أن منطقة تونة الجبل تقع على بعد 67 كم جنوب غرب مدينة المنيا، وحوالي 10 كم غرب منطقة الأشمونين الأثرية.
ويمكن الوصول إليها عن طريق طريق الصحراء الغربية وطريق مصر أسوان الزراعي، ومن أهم آثارها (مقبرة بيتوزيريس رئيس الكهنة من العصر اليوناني الروماني – مومياء إيسادورا شهيدة الحب الخالص – سراديب الموتى للإله تحوت).
استراحة طه حسين
سمك التونة الجبلي
طه حسين
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .