"قصة شهيد".. البطل أحمد طارق بترت قدمه فأصر على مواصلة القتال حتى استشهاده
تمر الأيام والسنين وتبقى ذكراهم خالدة خالدة، ولا تختفي بزوال أجسادهم التي تركت. وما قدموه من تضحية وفداء دون عوض أو عوض لهذا الوطن العزيز، يجب علينا تقديرا وإجلالا لهم أن نحافظ على هذه السيرة العطرة التي تركوها لنا حتى ننقلها إلى الأجيال القادمة درسا لا غنى عنه. وينسى حماية الوطن من الأشرار المتربصين به.
“ربما يأتي يوم نجلس فيه، لا للتباهي والتباهي، بل لنتذكر وندرس ونعلم أبناءنا وأحفادنا، جيلا بعد جيل، قصة النضال ومصاعبه، ومرارة وألم الهزيمة، و وقال الرئيس الشهيد البطل محمد أنور السادات واصفا أبطال هذا الوطن العظيم، ونحن نقف معهم جميعا. مناسبة سواء دينية أو اجتماعية نستذكر فيها دائمًا أبطالنا الأبرار الذين ضحوا بالغالي والنفيس، وقدموا أرواحهم الطاهرة ثمنًا لأمن مصر وشعبها. ونستعرض في شهر رمضان المبارك قصص هؤلاء الشهداء الأبطال، لتبقى ذكراهم خالدة وشاهدة على التضحيات التي لا تقدر بثمن التي قدمها أبناء هذا الوطن. من أجل تقدم الأمة واستقرارها.
قصتنا اليوم مع الشهيد البطل أحمد طارق زيدان أحد الأبطال الذين ضحوا بحياتهم الطاهرة في سبيل الوطن في حادثة الواحة التي استشهد فيها 16 ضابطا ومجندا من وزارة الداخلية أثناء مداهمتهم لأحد القوات المسلحة. البؤر الإرهابية التي كانت تتمركز في الصحراء الغربية، والتي نفذت عدداً من العمليات الإرهابية ضد الرجال. الشرطة والجيش حيث قررت هذه المجموعة الإرهابية تنفيذ عمليات داخل العاصمة، وصلت هذه المعلومات إلى جهاز الأمن الوطني، وبالتنسيق مع رجال العمليات الخاصة تم تشكيل مهمة كبيرة من رجال العمليات الخاصة وعلى رأسها الوطني. ضباط الأجهزة الأمنية، ومع اقتراب البعثة من المكان الذي كانت فيه المجموعة الإرهابية كانت تختبئ هناك وكانت تستخدمه كمكان لإنطلاق عملياتها. وفتحت النار على البعثة بأكملها، وتم تبادل إطلاق النار مع العناصر التكفيرية. إلا أنه ونظراً لوعورة المنطقة الجبلية التي تمركزت فيها المجموعة الإرهابية، فإنها تمكنت من استهداف 16 ضابطاً ومجنداً من وزارة الداخلية بعد أن أحسنوا صنعاً حتى لفظوا أنفاسهم البريئة دون أن يديروا ظهورهم أو يتراجعوا أمامهم. هذه الجماعة الإرهابية التي كانت تسعى إلى زعزعة أمن واستقرار مصر.
وبقي الشهيد أحمد زيدان على قيد الحياة 18 ساعة بعد إصابته خلال المواجهة مع العناصر التكفيرية وبتر قدمه. وظل الشهيد ينزف حتى كاد العناصر الإرهابية أن يأخذوا جثته، إلا أن شجاعة وإقدام زملائه في الدفاع عن جثته والوصول إليها أمام الإرهابيين وسحبهم إلى إحدى المدرعات ومحاولة علاجه، بسبب من شدة المعركة وشدتها لم يتمكن زملاؤه من علاجه، إضافة إلى تأخر وصول قوة الإمداد والإسعاف بسبب وعورة المنطقة التي يتحصن فيها التكفيريون في الصحراء. وألفظ الشهيد روحه الأخيرة وأسلم روحه الطاهرة إلى خالقها بعد أن أدى واجبه المقدس تجاه وطنه وشعبه.
تخرج الشهيد من كلية الشرطة عام 2012، وتم تعيينه فور تخرجه في العمليات الخاصة بقطاع سلامة عبد الرؤوف. وبسالته وكفاءته التدريبية أهلته للاعتماد عليه في كثير من العمليات والمداهمات التي كلف بها قطاعه.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من العاصمة والناس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.