جدعنة المرأة.. "صباح" 27 عاما فى تصنيع حصيرة الجبنة القريش بقرية الخيس بالشرقية
بمهارة كبيرة وسرعة بديهة، تبتكر السيدة صباح في تصنيع حصائر الجبن داخل منزلها البسيط في قريتها الخيس. وتزين حصائر الجبن الخاصة بها الأسواق ومن يراها يلفت الأنظار إلى هذه الحرفة الشعبية التي تتطلب الصبر في تصنيعها.
وتشتهر قرية الخيس التابعة لمركز أبو حماد بمحافظة الشرقية بصناعة حصير الجبن القريش. وفي سبعينيات القرن الماضي مارست العديد من الأسر هذه الحرفة اليدوية قبل أن يغادر معظم أفراد تلك الأسر للعمل في القطاع الخاص بمدينة العاشر من رمضان. إلا أن هناك امرأة ريفية مارست هذه الحرفة في شبابها. السيدة صباح حسن عطية التي أتقنتها وحافظت عليها من الاندثار، روت لـ«اليوم السابع» قصتها مع هذه الحرفة قائلة: تزوجت ابن عمها وهي في الثامنة عشرة من عمرها، وعلمها عمها هذه الحرفة في بيت الزوجية من أجل مساعدة زوجها. وفي الحياة وجدت صعوبة في تعلمها في البداية لأنها حرفة تعتمد على التركيز والسرعة في التصميم ووضع أعواد الأظافر فوق بعضها البعض بأحجام متساوية حتى لا يحدث أي تشوه في الحصيرة بشكلها النهائي. ومع مرور الوقت، اكتسبتها ببراعة وبدأت في صنعها بسهولة وفي انسجام رائع، ويعمل زوجها معها. ويشتري السمار من العريش والإسماعيلية ومنطقة الصالحية، حيث يتواجد السمار بكثرة في المناطق الصحراوية والبرك.
وتابعت صباح التي تبلغ من العمر 45 عاما، أنها تعمل في صناعة سجاد الدفوف منذ 27 عاما وما زالت تمارسها من أجل مساعدتها وزوجها على العيش والعيش، قبل أن تشير إلى أنها علمت بناتها هذا الأمر. الأعمال اليدوية، حيث تبدأ في الصباح بتحضير أعواد المطرقة والقيام بعملية التصنيع. داخل منزل بسيط من الطوب اللبن يشبه هذه الحرفة البدائية البسيطة، أوضحت أن تصنيع الحصيرة الواحدة يستغرق من ساعة إلى ساعة ونصف، وهناك نوعان صغير وكبير، الصغير 12 والكبير هو 16، ويجب مراعاة الدقة والتركيز عند التصنيع، وبعد الانتهاء منه يتم جمع عدد لبيعه. للتجار بسعر زهيد لا يتجاوز 30 جنيها، ليقوم التجار بدورهم بنقلها إلى الأسواق وبيعها، مضيفا أن عددا كبيرا من أهل القرية كانوا يعملون في هذه الحرف وتركوها لأنها لم تكن مجزية ماديا. لكنها لا تعرف أي حرفة أخرى وتفتخر بها لتتمكن من تدبير النفقات التي ستساعدها في الحياة، رافعة شعار “ضروري”. “يجب على المرأة أن تقف إلى جانب زوجها وتساعده في الحياة.”
وعن الفئة التي تقبل شراء هذه الحصير أوضح السمار لـ”صباح” قائلاً: أغلب زبائن المزارعين يشترون الحصيرة ليضعوا فيها الحليب لتحضير الجبن، خاصة في فصل الشتاء عندما تكثر مواشي الجاموس والأبقار إنتاج كميات أكبر من الحليب مقارنة بفصل الصيف، وفي الفترة الأخيرة أصبح بعض المواطنين يستخدمونه كنوع من الفلكلور والديكور، وقمنا مؤخراً بتجهيز ستائر سوداء اللون ليضعها الطبيب في عيادته. كما يستخدمها البعض كزينة على الجدران كنوع من التراث.
1
3
المخزون بعد التصنيع
الحد في المرحلة النهائية
تصنع النساء الشرقيات الحصير البني
تراث بلادنا
صباح الخير
الفلكلور المصري
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من العاصمة والناس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.