"الأزء" مهنة البحث عن المتاعب.. صناع السفن بدمياط: لا غنى عنهم وبدونهم نتوقف

ألواح خشبية وقطع من الأسلاك الثقيلة وسلسلة حديدية ثقيلة ومجموعة من العمال يبدأون في سحب قوارب الصيد واليخوت إلى المياه مرة أخرى، وهي العملية التي يطلق عليها صناع السفن في محافظة دمياط “عمال العزة”.

يقول هيثم معاطي، صاحب ورشة بناء السفن في دمياط: “القوارب هي العمود الفقري لمهنتنا، ولا يمكننا أن نبدأ عملنا بدونها. هذه المجموعة مسؤولة عن سحب القوارب من الماء للصيانة، كما أنها مسؤولة عن إعادتها إلى الماء مرة أخرى. هنا يبدأ كل شيء”.

وأضاف “أطلقنا عليها هذا الاسم بسبب الخطر الكبير الذي تشكله على من يعمل فيها، فهي تعبر عن حجم المخاطر التي يتعرض لها العمال أثناء عملهم، ويكفي أنهم يتعرضون لبتر أحد أطرافهم إذا اصطدم أحدهم بالأسلاك أثناء سحب السفن”.

وتابع: “القطع تمثل جزءاً مهماً من سمعتنا في مجال بناء السفن بدمياط، وهنا يتم العمل وفق معايير مدروسة، حيث يتم استخدام كل قطعة خشب بأبعاد محددة يتم تحديدها مسبقاً للحفاظ على توازن السفينة أثناء نزولها وعند سحبها إلى الشاطئ”.

قال العم سمير نقيب عمال الترسانة بدمياط: «أنا بشتغل في المهنة دي من 25 سنة، وسحب السفن يدوياً مهم في التحكم فيها، ولا يمكن نثق في الماكينات في سحب السفن أو تفريغها، دي مسئولية كبيرة».

وأضاف: “تحتاج إلى قوة بدنية هائلة للتعامل مع المعدات، وفي نفس الوقت يجب أن يكون حضورنا الذهني في أعلى مستوياته، والخطأ هنا قد يؤدي إلى خسائر فادحة”.

واختتم حديثه قائلاً: “في اللحظة التي ينزل فيها القارب إلى الماء مرة أخرى، أشعر أنني أنجزت شيئاً مهماً. إنها عملية هندسية إلى حد كبير، ندرس خلالها نسب كتلة القارب والأدوات التي يحتاجها لإتمام مهمتنا. كما نحدد زوايا واتجاهات الحركة وفقاً لاتجاه وسرعة الرياح. وبالعين المجردة، يستطيع عامل الرفع معرفة ما يحتاجه قبل البدء في عمله. وهذه مهارة خاصة بنا فقط”.