مصر

عزبة الكيلو بالمنيا شاهدة على ميلاد طه حسين.. وتمثاله الشاهد الوحيد بمغاغة

عزبة الكيلو بالمنيا شاهدة على ميلاد طه حسين.. وتمثاله الشاهد الوحيد بمغاغة

ويظل الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي رمزاً لمحافظة المنيا، فهو طفل نشأ في مزرعة صغيرة بمركز، وتحدى المستحيل منذ صغره، وانتشر وباء الكوليرا في صغره، ففرت أسرته إلى القاهرة، وتركته وحيداً، وفقد بصره، وحفظ القرآن الكريم كاملاً، وسافر إلى فرنسا، ودرس الأدب، وعاد ليتولى منصب عميد كلية الآداب بجامعة القاهرة، كل هذا جعل من الدكتور طه حسين رمزاً عظيماً، وسيظل اسم المزرعة التي نشأ فيها يتردد على مر العصور.

كيلو استيت في مركز مغاغة

في عزبة الكيلو التابعة لمركز مغاغة شمال محافظة المنيا عاشت أسرة الدكتور طه حسين، ومع انتشار الكوليرا فر كثير من السكان إلى المناطق المجاورة، وبعضهم فر إلى القاهرة، وفضلت أسرة عميد الأدب العربي الذهاب إلى القاهرة هربًا من ذلك المرض القاتل، وتركوا خلفهم ذلك الطفل الأعمى الذي أصبح عميد الأدب العربي.

ورغم تغير ملامح المنطقة وتحول بيوت القرية البسيطة إلى عمائر سكنية شاهقة، واختفاء معالم العقار بالكامل، إلا أنه لا تزال هناك منطقة صغيرة تضم مجموعة من البيوت التي تحتفظ باسمها حتى الآن، ليظل اسم القرية يحمل تاريخ الدكتور طه حسين، ورغم تعاقب الأجيال واختفاء السيرة والذكريات، تسمع من كثيرين عبارة “سمعنا عن الدكتور طه حسين”، فكل ما تبقى هو ميدان طه حسين بمدينة مغاغة الشاهد الوحيد على المنطقة.

كيفية الوصول إلى عزبة الكيلو

هناك طريقتان للوصول إلى عزبة الكيلو التابعة لمركز مغاغة: إما أن تستقل القطار وتنزل في محطة القطار بمغاغة شمال المنيا، أو أن تستقل السيارة وتسلك الطريق الصحراوي أو الزراعي وتصل إلى مركز مغاغة، ولكن عندما تطأ قدمك المركز ستعاني قليلاً للوصول إلى المنطقة التي ولد فيها الدكتور طه حسين، وهي عزبة الكيلو الواقعة في وسط مدينة مغاغة، في منطقة مرتفعة، ولكن كل المنازل تغيرت وتحولت إلى عمارات سكنية، وحتى السكان ليسوا من أهل المنطقة، فمعظمهم من المهاجرين.

عند وصولك لمركز مغاغة عليك أن تعبر معبر السكة الحديد، وبعد مسافة قصيرة سترى تمثال طه حسين في بداية المركز، عليك أن تمشي مسافة حوالي 40 إلى 60 متراً، ثم تسأل أحد المحلات القديمة عن عزبة الكيلو، وهنا عليك أن تبذل جهداً حتى تصل إلى المنطقة الرئيسية التي ولد وعاش فيها الدكتور طه حسين، وفي ذلك المكان ستسمع اسم الشيخ غريب حافظ القرآن.

الشيخ غريب حافظ القرآن للدكتور طه حسين

يقول يوسف محمود أحد سكان المنطقة: سمعت قصصًا كثيرة عن الدكتور طه حسين، منها أنه كان يسكن في منزل من طابقين في قلب المنطقة، وفي زمن الكوليرا هرب العديد من سكان المنطقة خوفًا على أبنائهم، فسافر بعضهم إلى القاهرة والبعض الآخر عاش في المناطق المجاورة، أما الدكتور طه حسين فقد سافر مع أسرته بعد أن عجز عن اللحاق بهم، ومكث فترة في منزل الشيخ غريب، وتعلم منه القرآن في المصحف الصغير الذي كان يعلم فيه أطفال القرية القرآن الكريم، والذي تحول الآن إلى محلات تجارية، وكان يهتم به كثيرًا، لدرجة أنه كان يأخذه معه إلى المسجد في كل صلاة ويعود به إلى البيت.

أما زكي حسين أحد التجار فقال: سمعنا أن عائلة الدكتور طه حسين اشتهرت بالكرم والضيافة، وكان حالهم بسيطاً كبقية أهل القرية، عميد الأدب العربي ترك تاريخاً جميلاً للمنطقة، رغم تغير معالمها، إذ لم يعد هناك أثر واحد يدل على المكان الذي نشأ فيه الدكتور طه حسين، فقد تغيرت كل المعالم، حتى من يسكن المنطقة نزح أغلبهم إليها، كما سمعنا أنه عاش في المنطقة حتى انتهى وباء الكوليرا، وأصبح شاباً، وعاش بيننا حوالي 18 إلى 20 عاماً، حتى أصبح شاباً، وظل يحفظ لطف الشيخ غريب به، فالدكتور طه حسين عاش مع الشيخ غريب كل تلك السنوات، وحفظ عنه القرآن الكريم، وكان يعامله كوالده، وقد تميز كما سمعنا بذكائه ونباهته وقدرته الكبيرة على التعلم وحبه للعلم. وكان مستمعاً جيداً، لا يتكلم إلا بكلمات قليلة، وكان يحب الجلوس مع الشيخ غريب كثيراً حتى أنه كان لا يكاد يتركه، وكان كتاب الشيخ غريب مشهوراً، وهو يصدق على شهادات حفظ القرآن الكريم للطلبة وشهادته معتمدة.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

زر الذهاب إلى الأعلى