مواقف من حياة نعيمة عاكف.. حاورت الشيخ الباقوري وجدها ترك التدريس وفتح سيرك
كتبت/ زيزي عبد الغفار
يصادف اليوم مرور 95 عامًا على ميلاد التمر الجميل حنة نعيمة عاكف أشهر وأجمل فنانة استعراضية في مصر والعالم، حيث حصلت على لقب أفضل راقصة في العالم من مهرجان موسكو عام 1958. بالإضافة إلى موهبتها الفريدة، كانت الفنانة الجميلة تتمتع برقي وثقافة وأخلاق كبيرة يعرفها عنها كل من تعامل معها. وسجلت عشرات المواقف التي مرت بها في حياتها القصيرة، إذ رحلت أيقونة الجمال وحب الظهور في سن مبكرة قبل أن تكمل 37 عاما متأثرة بمرض السرطان.
ومن المعروف أن نعيمة عاكف ولدت في السيرك وعاشت حياة صعبة حتى وجدت طريق النجومية. وفي لقاء نادر مع الفنانة الاستعراضية الجميلة في مجلة الكواكب، تحدثت عن حياتها وبداية تأسيس سيرك والدها، وعن جدها إسماعيل عاكف الذي كان سبباً في توجه الأسرة نحو احتراف الألعاب البهلوانية.
وقالت نعيمة عاكف في حوارها إن حياتها كانت مليئة بالعجائب والمفارقات، وأنها لم تعيش كباقي الأطفال في بيوت مستقرة، بل عاشت في سيرك لا يستقر في بلد حتى ينتقل إلى بلد آخر.
وتحدثت التمرهانة عن بداية توجه عائلتها نحو احتراف الألعاب البهلوانية وعن جدها إسماعيل عاكف الذي عمل مدرسا للرياضة في مدرسة أم المصريين. كان مولعا جدا بالألعاب البهلوانية، ويمارسها في المنزل ويبدع في أداء حركاتها.
وأوضحت الفنانة الجميلة أنه حدث أن جاء سيرك إيطالي إلى مصر، وعندما رآه جدها انبهر بالألعاب البهلوانية التي يؤديها اللاعبون، وبدأ يقلده في منزله الذي حول معظمه في سيرك صغير. وحدث نفس الشيء عندما جاء سيرك ألماني إلى القاهرة، وفي النهاية قرر الاستقالة من وظيفته.
وأكدت نعيمة عاكف أن جدتها صدمت من قرار جدها وقالت له: “جننت يا إسماعيل، هنأكل فين”. وعندما أخبرها الجد أنه سيصبح لاعب بهلوان محترف، صرخت قائلة: تريدين أن تعملي بهلوان.
وأشارت نعيمة إلى أن جدها لم يهتم بالاعتراضات وبدأ بتدريب جميع أبنائه على الألعاب البهلوانية، وخلال 3 أشهر تم تشكيل فرقة أولاد عاكف، واستقال جدها وأخذ مكافأة نهاية الخدمة وافتتح سيركًا حقق النجاح في كل مكان انتقل إليه.
واعترفت نعيمة في مقال كتبته لمجلة الكواكب بأنها تعرضت للضغوط والإغراء بالمجوهرات ومعاطف الفرو والملابس الفاخرة عندما كانت تعمل راقصة في ملهى الكيت كات في بداية مشوارها الفني. وطلب منها صاحب الصالة النزول إلى الصالة لمجالسة الزبائن وإغرائهم بطلب المزيد من المشروبات، وستحصل على نسبة من الفاتورة مقابل ذلك. رفضت نعيمة، فاجتمع الراقصون عليها. وعرضت على صاحبة الفرقة أن أشارك في كافة فقرات البرنامج من رقص وتمثيل وأداء، دون زيادة في راتبها، مقابل عدم مطالبتها بالمشاركة في الافتتاح والجلوس مع العملاء. وافقت، وتحملت نعيمة العمل المرهق كل ليلة منذ بداية البرنامج وحتى نهايته. فلا تتنازل عن كرامتها وكبريائها.
وفي عام 1957 عندما نظمت مجلة الكواكب لقاء بين عدد من الفنانين والشيخ أحمد حسن الباقوري وزير الأوقاف في مكتبه، وكانت نعيمة عاكف ضمن هذا الوفد الذي ضم كمال الشناوي، عماد حمدي، حسن. رمزي رئيس غرفة صناعة السينما والمخرج حسين فوزي. سألت نعيمة الوزير سؤالاً عن المرة الأولى… ذهب إلى السينما، فأشار إلى أنه كان عام 1938. فسألته إذا كان معجباً بفيلم ظهور الإسلام الذي عُرض في السينما، و فأجاب بالنفي، مؤكدا أنه لم يعجبه الفيلم لأنه غلب عليه التهريج. وسألت نعيمة عاكف الشيخ الباقوري إذا كان يسمح لبناته بالذهاب إلى السينما، فأجابت قائلة: “طبعا بشرط اختيار الفيلم المناسب”.
وإلى جانب مواهبها الفريدة، تميزت نعيمة عاكف بأخلاقها الرفيعة وقربها من الله، رغم أنها لم تتحدث كثيرا عن علاقتها بربّها. وفي إحدى المرات، رفضت أن يلتقط لها مصور وهي تصلي، وقالت له إن الصلاة علاقة بينها وبين ربها لا يجوز انتهاكها. تداوله أو نشره في الصحافة.
لكن المقربين منها عرفوا صفاتها وتدينها وحنان روحها ومحاولاتها وعاداتها للتقرب إلى الله خاصة في شهر رمضان وكانت تقدس شعائره وتتحدث دائما عن فضل الصيام وتحذير منه. ومن أفطر من عقوبة الإفطار. حرصت على الصيام منذ أن كانت في الثامنة من عمرها، ولم تتمكن من السيطرة على أعصابها عندما علمت بذلك. كان أحد زملائها أو صديقاتها يفطر، وبعد الخطبة قد يتحول الأمر إلى شجار. وهذا ما حدث عندما دعت نعيمة عدداً من صديقاتها لتناول الإفطار في منزلها. وعلى المائدة علمت أن أحدهما يفطر، فغضبت منها وأصرت على عدم تناول الطعام معها، فغادرت صديقتها المنزل، وكلاهما يسب. لتنقطع علاقتها بالآخر، ويبقى بينهما انجراف إلى الأبد.
ومن أهم العادات التي كانت تحرص عليها نعيمة عاكف في رمضان، بعد الإفطار، زيارة مساجد الأولياء الصالحين.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .