شريفة ماهر.. عندما اشتغلت فنانة الإغراء مقرئة قرآن وقلدت الشيخ رفعت
كتبت/ زيزي عبد الغفار
توفيت، أمس، الفنانة شريفة ماهر عن عمر يناهز 92 عاماً. واشتهرت الفنانة الكبيرة بأدوار الإغراء وتسلط المرأة. وهي من جيل عصر الفن الجميل وشاركت مع كبار النجوم في العديد من الأعمال الفنية.
ذروة شهرة شريفة ماهر كانت خلال فترة الخمسينيات والستينيات، حيث كانت من أشهر الفنانات اللاتي ظهرت صورهن على أغلفة وصفحات المجلات. أدلت بالعديد من التصريحات والمقابلات الصحفية، وكتبت مقالات ومذكرات تحكي فيها قصة حياتها والمواقف التي تعرضت لها.
ومن هذه المواقف ما كتبته في مقال لمجلة الكواكب العدد 552 الصادر بتاريخ 27 فبراير 1962 تحت عنوان «عملت قارئًا للقرآن الكريم لإنقاذ الموقف».
وقالت شريفة ماهر: “كنت في حفل في إحدى مدن الوجه البحري نظمه مقاول معروف. بدأ الحفل وأمتلأت القاعة بالحضور. ورفع الستار لراقصة متواضعة استقبلها الجمهور بالصافرات. ثم خرج مونولوجي متواضع وحاول أن يكسب إعجاب الجمهور، فألقى بعض النكات القديمة، لكنه فشل في إضحاك الجمهور وانتصر الجمهور”. “الغضب ورغبة المقاول في تهدئة الجمهور الثائر كانا مفاجأة بالنسبة لي”.
وتابعت شريفة في حديثها للكواكب: “هرع المقاول إلى المايكرفون ليعلن: الآن سنقدم لكم مفاجأة الليلة. وتلا قارئ القاهرة الأول بعض آيات القرآن الكريم. لقد دفعني إلى المسرح، ووجدت نفسي أمام الجمهور. اضطررت للجلوس على كرسي وواصلت قراءة بعض الأبيات القصيرة من جزء عم.” حاولت فيه تقليد الشيخ رفعت وانخرطت في التلاوة بكل حواسي وأحاسيسي. وكان الناس يهتفون “الله أكبر” إعجابا، وبمجرد انتهائي من التلاوة، جاء الكثير من الناس لتهنئتي، واستمرت فقرات الحفل من جديد، ومرة أخرى انفعل الجمهور، وسرعان ما قدم العازف مفاجأة ثانية. “ربما يخفف ذلك من غضب الجمهور.”
وأشارت شريفة ماهر إلى أن المقاول طلب منها الخروج للجمهور لتقديم عرض غنائي، فوافقت لأنها تتمنى أن تكون مغنية وتريد اختبار صوتها أمام الجمهور.
وبالفعل ارتفع الستار وبدأت تغني أغنية أم كلثوم “غلبت أصالة في روحي”. ورغم أنها غنتها بأداء فني سليم إلا أن الجمهور كان غامرا -على حد وصفها- وأضافت أنه تم إسدال الستار بعد أن انتهت من غنائها دون تصفيق الجمهور، فظنت أن الجمهور لم يعجبه صوتها، وبدأت بسؤال أعضاء الفرقة خلف الكواليس عن سبب استياء الجمهور. ثم دخل مقدم الطعام مسرعا يرتجف من الخوف، وقال إن الجمهور يهياج في القاعة ويكاد يدمر المسرح والكراسي لأن “الشيخة شريفة” كانت تغني أغاني الحب والعاطفة، وطلب مقدم الطعام من الجميع أن يهربوا خوفاً من أن يتحول الغضب الشعبي إلى عواقب وخيمة. وتدخلت الشرطة وسيطرت على الوضع وأعادت الهدوء، بعد أن وعدت الجمهور بعدم عودة شريفة للغناء، وأعادتها لأداء بعض آيات القرآن الكريم.
وأكدت شريفة ماهر أن هذا الموقف حدث في بداية مشوارها الفني، ووقتها قررت عدم التعاون مرة أخرى مع هذا المقاول الذي خدع الجمهور.
وشاركت الفنانة الراحلة شريفة ماهر في عدد من الأفلام منها: “منها الفانوس السحري، رابعة العدوية، رجل له ماض، أولاد الشيطان، عذراء وثلاثة رجال، كلمة السر، بئر الأوهام، الفرن، وقد جفت الدموع، وكرامة زوجتي، وقصر الشوق، وفارس الصحراء، والحكماء. الثلاثة، المدير الفني، الحياة حلوة، والجماهير مفتونة».
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .