ذكرى ميلاده.. كيف ساعد جوناس سالك البشرية باكتشاف لقاح شلل الأطفال؟

يحتفل في 28 أكتوبر من كل عام، بذكرى ميلاد جوناس سالك، مكتشف لقاح شلل الأطفال، الذي أنقذ الأطفال من هذا المرض الذي هدد العالم. وفي هذا التقرير نتعرف على قصة اكتشاف لقاح شلل الأطفال على يد جوناس سالك في الذكرى الـ110 لميلاده.

ولد جوناس سالك في 28 أكتوبر 1914 في الولايات المتحدة الأمريكية. كان شلل الأطفال يهدد الأطفال كل صيف في النصف الأول من القرن العشرين. وينتشر الفيروس من شخص إلى آخر، ويصيب ملايين الأطفال. وبالنسبة لواحد من كل 200 مصاب، تطور المرض إلى… مرحلة الشلل الذي يمنعه من التنفس، بحسب موقع اللقاحات.

وبحلول الأربعينيات من القرن الماضي، ساعد الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، وهو نفسه أحد الناجين من شلل الأطفال، المؤسسة الوطنية لشلل الأطفال في جمع ما يكفي من المال لدعم العديد من جهود التطعيم ماليا. أحد هذه الجهود كان بقيادة الدكتور جوناس سالك. باعتباره أول شخص في عائلته يلتحق بالجامعة، تميّز جوناس بذكائه. حصل على درجة البكالوريوس في الكيمياء عام 1934 من كلية مدينة نيويورك، ودرجة الطب عام 1939 من كلية الطب بجامعة نيويورك.

بصفته طبيبًا وعالمًا، عمل الدكتور سالك مع توماس فرانسيس في جامعة ميشيغان في عام 1941 (اشتهر توماس فرانسيس باكتشاف فيروسات الأنفلونزا وأنواعها المختلفة).

وكانت النظرية السائدة في اللقاحات في ذلك الوقت هي أن العامل الممرض المستخدم في صنع اللقاح يجب إضعافه (إضعافه إلى درجة أنه غير قادر على التسبب في المرض). اختلف العلماء حول ما إذا كان الفيروس المقتول سيؤدي إلى استجابة مناعية.

بناءً على عمل علماء مثل إليز وارد (التي طورت طريقة لتنمية فيروس شلل الأطفال في مزارع الأنسجة غير البشرية) وإيزابيل مورغان (التي نجحت في تحصين الرئيسيات بفيروس شلل الأطفال المقتول)، نجح جوناس سالك في تطوير لقاح شلل الأطفال بحلول منتصف الخمسينيات.

خلال سلسلة من التجارب المجتمعية للقاح في عامي 1954 و1955، وجد أن لقاح سالك فعال للغاية في الوقاية من شلل الأطفال لدى الأطفال.

كان معدل الإصابة بشلل الأطفال المصحوب بأعراض لدى الأطفال الذين تم اختيارهم بصورة عشوائية في مجموعة اللقاح أقل منه لدى الأطفال الذين تم اختيارهم بشكل عشوائي في مجموعة الدواء الوهمي. وقد انتشر نجاح التجارب على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، حيث كان وباء شلل الأطفال يرعب الكثير من الآباء وكان على وشك الهزيمة.

بعد نجاح لقاح شلل الأطفال، افتتح الدكتور سالك معهد سالك للدراسات البيولوجية في عام 1963 وكرس حياته للبحث عن لقاحات أخرى، بما في ذلك لقاح ضد فيروس نقص المناعة البشرية، وهو الفيروس الذي يسبب مرض الإيدز، وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة لعمله.

توفي الدكتور سالك عن عمر يناهز الثمانين عامًا ودُفن في سان دييغو، كاليفورنيا.