تحويل القطع الخشبية إلى شخصيات تراثية.. حرفة انفردت بها الشرقية "صور"

تحويل القطع الخشبية إلى مجسمات تراثية هو فن انتشر على نطاق واسع في محافظة الشرقية خلال نصف القرن الماضي، ويقصده السائحون الراغبون في اقتناء التحف الفنية.

وهناك عدد قليل من الفنانين ذوي الأصابع الذهبية، الذين ينحتون قطعاً خشبية صغيرة بمهارة شديدة لتجسيد الشخصيات التقليدية مثل الحارس وبائع السوس، والبابور والمصباح الجاز، والمرأة الفلاحية الشرقاوي التي تحمل الجص وغيرها، كما هذه الحرفة مهددة بالانقراض بسبب اعتمادها على العمل اليدوي.

وكشف أشهر فناني نحت الدمى الخشبية أسرار هذه الحرفة ومنهم العم عبد السلام سلام الملقب بعبدة 70 عاما صاحب ورشة الخراطة الخشبية، أن هذه الورشة الوحيدة التي تعمل في الخراطة الدمى، حيث يتعامل مع الفنانين لتلبية الطلبات المطلوبة، ويقومون بأعمال التلوين، لافتاً إلى أنه تعلم النحت يدوياً منذ طفولته على يد جدته، قبل التطور والصناعة الميكانيكية، مما عزز مهاراته في دقة التشكيل. .

وأوضح أنه يستخدم خشب شجرة البرتقال بسبب طول عمره وسهولة تشكيله. يقوم بتسويتها وقطع الخشب من خلال المكننة، ثم تشكيله باستخدام أدوات وآلات المخرطة، إلى قطع فنية حسب الحاجة.

أما غالي أحمد، وهو رجل يبلغ من العمر 80 عاماً تقريباً، ويعتبر من المؤسسين، فيقوم بقلب الخشب بنفسه على آلته الخاصة، وذلك باستخدام قلم الرصاص لتحديد ملامح الشخصية، ورسم الوجه بدقة، تجذب العين إليها، وباستخدام قطر دقيق، يتم نحت التفاصيل. الجسد، وفي الخطوة الثانية استخدم آلة من تصميمه، ثبّت عليها جسد الشخصية، ليتمكن من تلوينه دون لمسه باليد حفاظاً عليه.

غالي أحمد 78 عاماً، الذي يعتبر من مؤسسي هذا الفن الأصيل، والذي يؤكد أن استخدام قلم الرصاص لتحديد الملامح، على يقين بأن رسم الوجه بدقة يجذب الشخص إليه، واستخدام طرف رفيع للنحت تفاصيل الجسم، وفي الخطوة الثانية باستخدام الآلة. ومن تصميمه ثبته على جسد العروس، ليقوم بالتلوين دون أن يلمسه بيده.

المبيت في الساعة الواحدة صباحا وفي إطار اهتمام الدولة بإحياء الحرف اليدوية، شملت صناعة الدمى الخشبية ضمن الحرف اليدوية الأساسية على منصة، وعرض منتجات الفنانين التي نجحت في جذب الجمهور.