اعترافات سفاح الغربية.."الضحايا بيطلعولى فى الحلم.. ومش بعرف أنام"
على عتبة محكمة جنايات المحلة، وقف الزمن شاهداً على قصة غريبة تتجاوز حدود المنطق، وتتوغل في أعماق النفس البشرية المتصارعة.
عبد ربه موسى، المعروف إعلاميا باسم “سفاح الغرب”، ليس مجرد قاتل عادي؛ إنه رجل تطارده أشباح ماضيه بقدر ما تطارده ضحاياه في كوابيسه.
وأحيلت أوراقه إلى سماحة المفتي تمهيداً للنطق بالحكم، حيث تحدث ندماً، أو ربما هارباً من نفسه، إلى الأبد.
بين طفولة مأساوية وجريمة أولى
«قتلت الطفولة وأنا طفل»، بهذه العبارة يمكن لعبد ربه أن يبدأ قصته، إذ كانت جريمته الأولى عندما كان في الثامنة من عمره، رضيعًا، ولعبة بريئة، ونزعة غامضة داخل الطفل الصغير قادته. ليخطف “كاتم الصوت” من فمها حتى تلفظ أنفاسها الأخيرة. .
ويقول إن والدته ضربته بشدة في ذلك اليوم، لكن الألم لم يغسل ذنبه. ظلت تلك اللحظة محفورة في ذاكرته، وكأنها ندبة عميقة في النفس، وعادت لتؤسس علاقة مأساوية مع النساء، علاقة سيطر عليها الكراهية والغضب والانتصار الوحشي.
لقد قتلت زوجتي… وكانت جيدة!
ومرت السنين، وكبر الطفل الذي قتل الطفولة. أصبح رجلاً يحمل بداخله وحشًا نائمًا، يستيقظ بين الحين والآخر ليقتل بلا سبب. قتل زوجته التي وصفها بـ«امرأة صالحة، كانت حاملاً بي، وكانت تحبني»، وفي لحظة غير مفسرة امتدت يداه لخنقها. دون أن يدرك ما يفعله.
قال بصوت يختنق بالندم: «لقد أحببتها»، لكن الحب لم يمنعه من أن يسلبها حياتها.
خمس نساء… وخيانة النفس
ضحايا عبد ربه موسى خمس نساء، لكل واحدة منهن قصة انتهت على يديه. يروي كيف سيطرت عليه فكرة القتل فجأة مثل إعصار داخلي لم يستطع مقاومته.
يصف نفسه وكأنه في “حرب نفسية مع شيء ما بداخلي”، ذلك الشيء الذي يهزمه دائمًا. وجد نفسه يواجه جثة، ويواجه حياة أخرى سرقها دون رحمة. ولكن بعد كل جريمة، فإن الوحش الذي بداخله لن ينتصر بالكامل. كان الندم يزحف ببطء ويطارده. في أحلامه، النوم ترف لا يملكه. وقال بصوت مكسور: «يأتيني الضحايا في الأحلام.. لا أستطيع النوم».
سجينة الطفولة أم ضحية السادية؟
يحاول عبد ربه شرح جرائمه، لكنه يضيع بين أزماته النفسية وأشباح الماضي.
وقال بمرارة: “لقد قُتلت، لكن لا أعرف السبب”، نافياً أن تكون والدته هي السبب فيما حدث، رغم قسوتها. لكن الطب النفسي يرى أن طفولة عبد ربه شهدت بؤر صراع مضطربة، ربما نتيجة لصدمة شديدة أو قسوة مفرطة، مما خلق وحشا بداخله. إنه سادي يرى في المرأة عدواً يجب القضاء عليه.
“لو أن الزمن سيعود”
وفي لحظة صدق قال عبد ربه: “لو عاد الزمن إلى الوراء كنت انتحرت قبل أن أفعل ما فعلته. وحاول إنهاء حياته أكثر من مرة، لكنه لم ينجح. وكانت محاولته الأخيرة عندما وقف على الطريق السريع منتظراً أن تصدمه سيارة، لكنه تسبب في حادث مأساوي”. وقتل سائق آخر بريء.
الندم أم الهروب؟
وبينما كان القاتل المتسلسل ينتظر حكم المحكمة، كرر كلمته الوحيدة: «نأسف». لكن هل يكفي الندم ليغسل الأرواح الخمسة التي فقدت؟ أم أن الندم ليس أكثر من محاولة يائسة لتبرير غير المبرر؟ .
وقف عبد ربه موسى أمام المحكمة، وربما أمام نفسه، ينتظر حكم القانون، وأبعد من ذلك، ينتظر حكم التاريخ. قاتل الغرب، الذي عاش حياته وهو يقاتل وحشًا داخليًا لم يستطع هزيمته، يتركنا أمام سؤال معلق: هل يولد الإنسان قاتلًا؟ أم أن الحياة هي التي تجعلنا ما نحن عليه؟
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من العاصمة والناس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.