بلدنا الحلوة.. أديرة وكنائس أخميم بسوهاج تاريخ معمارى وروحانى ممتد عبر العصور

تعتبر منطقة أخميم بسوهاج من أبرز المناطق التي تضم العديد من الأديرة والكنائس التي تعكس تاريخًا عريقًا يمتد عبر قرون عديدة. فهو يجمع بين الجمال المعماري المميز والروحانية التي تجذب الزوار من مختلف الأماكن. وتقع هذه الأماكن التاريخية في قلب صعيد مصر، وتحمل طابعًا معماريًا فريدًا يعكس تأثيرات القرنين. 16 و 17 م.

وفي المقدمة تأتي كنيسة أبو السيفين: رمز الجهاد والاستشهاد، وموقعها وسط مدينة أخميم. وتقع كنيسة أبو السيفين التي يعود تاريخها إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين. تأسست الكنيسة تكريماً للقديس أبو السيفين الذي كان ضابطاً في الجيش الروماني واستشهد سنة 362 م. وتظهر صورته في الكنيسة وهو يرتدي زي الجندي ويمتطي حصانا ويحمل فوق رأسه سيفين، والسيف الثاني يرمز إلى الجهاد في سبيل الدين. وتتميز الكنيسة بتصميمها المعماري الرائع حيث أنها تتوسط المدخل. وينقسم الجدار الشرقي المؤدي إلى صحن مستطيل إلى ثلاثة أجنحة بواسطة أعمدة وأقبية نصف دائرية.

أما دير السيدة العذراء بالديابات فيمتد تاريخه إلى قرون. ويعتبر دير السيدة العذراء بالديابات من المعالم البارزة في المنطقة حيث يقع على بعد 4 كم شرق قرية الحواويش ويعود تاريخه إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين. يحيط بالدير سور مربع، وتعتبر الكنيسة الرئيسية فيه من أهم مبانيه، حيث تضم ثلاثة هياكل نصف دائرية ذات حنيات ركنية، بالإضافة إلى غرفتين جانبيتين تؤديان إلى ممر خلفي. تتبع هذه الكنيسة الطراز المعماري المميز لأديرة أخميم، والذي يجمع بين هيكل كبير وأعمدة مستديرة تدعم القباب.

دير الشهداء هو محط أنظار الزوار في برية أخميم. يقع دير الشهداء شمال دير العذراء، ويعتبر من أبرز أديرة برية أخميم. ويضم الدير خمسة معابد، أبرزها معابد الملاك ميخائيل، والقديس ديسقوروس، والقديس إسكالبيوس، والسيدة العذراء مريم، والقديس جاورجيوس. ويتميز الدير بموقعه الهادئ ومساحته الكبيرة التي تستخدم كمزارات في أعياد القديسين، مما يجعله مقصداً هاماً للزوار والحجاج.

ويوجد أيضًا دير مارجرجس: من دير الحديد إلى معلم شهير يقع على الطريق الشرقي بين أخميم ونجع حمادي، يوجد دير مارجرجس الذي يعود تاريخه إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين. وكانت تعرف قديماً باسم “دير الحديد” تكريماً للقديسين أولوجيوس وأرسانيوس، قبل أن تُسمى فيما بعد باسم القديس جاورجيوس. ويتميز الدير بطرازه المعماري المميز الذي يحتوي على ثلاثة هياكل نصف دائرية وقبة رئيسية في الصحن أمام الهيكل الأوسط.
وأيضاً دير الأنبا بسادا: مهد تاريخي وروحي. يعود تاريخ دير الأنبا بسادا إلى القرن الرابع الميلادي، ويقع على الضفة الشرقية للنيل في قرية نجع الدير. ويعرف محلياً باسم “دير الشايب”، وفيه كنيسة تقع في الجهة الشرقية من الدير. يعد هذا الدير من أقدم الأديرة في المنطقة، ويعكس الدور الديني الهام الذي لعبه في العصور المسيحية المبكرة.

دير الملاك: مزار تاريخي في أعياد القديسين. يقع دير الملاك في قرية الديابات شمال دير الشهداء. ويعود تاريخه إلى القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين. ويتميز هذا الدير باستخدامه كمزار في أعياد القديسين. ويقال أيضًا أن جزءًا كبيرًا من مبانيها كان يستخدم لتخزين حيوانات الزوار. وعلى الرغم من عدم احتوائه على بئر ماء داخل الدير، إلا أنه يعتبر من أبرز الأماكن التاريخية التي تحتفظ بجمالها المعماري.

يشار إلى أن أديرة وكنائس منطقة أخميم تعد من أهم المعالم الدينية والمعمارية في مصر. وتتنوع هذه الأماكن بين المباني القديمة التي تعود إلى العصر المسيحي المبكر مثل دير الأنبا بسادا، إلى الأديرة الحديثة التي تمثل طراز القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين. يحكي كل دير وكنيسة في هذه المنطقة قصة… قصص إيمانية وتاريخية، مما يجعلها وجهة مهمة للزوار الباحثين عن اكتشاف روعة الماضي وروحانية الحاضر.