وزير الصحة: استراتيجية التطوير المؤسسى للقطاع الصحى شهدت تحولا كبيرا

أكد الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، أهمية تنفيذ المشروع القومي للتطوير المؤسسي بعد الانتهاء من تقييم الوضع الحالي لقطاع الصحة ووضع الخطط الأولية للعمل خلال الفترة المقبلة.

وأشار الدكتور خالد عبد الغفار في كلمته خلال ورشة العمل الخاصة بالمشروع الوطني للتطوير المؤسسي لقطاع الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أهمية هذه الورشة وأثرها كنقطة انطلاق في مراجعة الاستراتيجية الوطنية للصحة وإطار الحوكمة والهيكل التنظيمي ودراسة وتقييم الهياكل التنظيمية الحالية مع توصيف الوظائف الموجه نحو مصفوفات النتائج والمسئوليات ورسم خرائط العمليات مع تقييم سير العمل الحالي والمعاملات والعمليات للكيانات الصحية الوطنية.

وأشار الوزير إلى أن استراتيجية التطوير المؤسسي لقطاع الصحة شهدت تحولاً كبيراً وفصل تقديم الخدمة عن الوظائف التمويلية والتنظيمية وإنشاء ثلاث هيئات إدارية وهي هيئة التأمين الصحي الشامل وهيئة الرعاية الصحية المصرية والهيئة العامة للاعتماد والرقابة، لافتاً إلى أهمية توحيد الوظائف والمهام الفرعية في تقديم خدمات الرعاية الصحية، ورسم خريطة لجميع نقاط الاتصال والموظفين العاملين لتوجيه تطوير وتعزيز القوى العاملة مع التركيز على قدرات الصحة العامة والاستعداد للطوارئ وكفاءات الاستجابة.

وأشارت الوزيرة إلى أنه تم وضع خطط لتنظيم وتوفير الخدمات الصحية لسد فراغ كبير ومتراكم نتيجة سنوات طويلة من عدم انتظام التسليم وعدم تكامل سلسلة الإمداد وفقاً لمتطلبات القانون المنظم، وهو ما يرتبط ارتباطاً وثيقاً برؤية مصر 2030 والالتزامات الدستورية، مشيرة إلى أن وزارة الصحة والسكان عازمة على تحقيق كافة الأهداف والأبعاد الاستراتيجية المختلفة التي تم وضعها بالفعل لتوفير خدمات التأمين الصحي المستدام لجميع المواطنين بأعلى مستويات الجودة.

وأضاف الدكتور خالد عبد الغفار أن وزارة الصحة دخلت خلال الأشهر الماضية في شراكة مثمرة مع منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بهدف تصميم وتطوير نموذج تنظيمي يحقق الرؤى الوطنية الطموحة والأهداف الاستراتيجية، وقد ساهم المشروع المكثف في تحقيق نتائج قيمة، وهناك مجال كبير للتحسين والتعزيز، وتحديداً في مجال تحويل الرؤية والرسالة والاستراتيجيات والأهداف الاستراتيجية الطموحة إلى آليات عمل تجارية فعّالة وعملية وملموسة، مما يؤدي في النهاية إلى نظام تأمين صحي مرن.

وأضاف الوزير أن القيادة السياسية تعطي دعما كبيرا لملف الصحة في مصر، وفي ظل التحول الكبير الذي يشهده قطاع الصحة في مصر حاليا، هناك حاجة ملحة لإثارة الحوار حول السياسات والاستراتيجيات والخطط الصحية الوطنية، لتشمل التنمية البشرية من الناحية الصحية والنفسية والعقلية، بالإضافة إلى وضع خطط قوية وشاملة ومبنية على الأدلة لتعكس الرؤية والتطلعات الحالية لقطاع الصحة وترجمتها إلى إجراءات قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل لمعالجة المشاكل والتحديات التي تواجه قطاع الصحة في مصر.

واختتم الوزير كلمته بالتأكيد على أنه في نهاية الورشة سنتمكن من تصميم برامج مختلفة، مصممة خصيصا لقياس الكفاءات والسمات الشخصية، وتقييم الأنشطة المختلفة، ودمج نتائج جميع البرامج، وأخيرا الوصول إلى قرار بشأن مدى ملاءمة المواهب للمناصب العليا أم لا، بالإضافة إلى تحديد احتياجاتهم التنموية ونهج التعلم الأمثل، بالإضافة إلى أن تكون متسقة مع العملية التي يتم من خلالها مراجعة وتحديث ودمج أهدافهم التشغيلية المحددة لكل وظيفة، وذلك لتحقيق الاستراتيجية الطموحة الموضوعة للوزارة.

ومن جانبه، استعرض الدكتور محمد حساني مساعد وزير الصحة والسكان لمشاريع ومبادرات الصحة العامة، الاستراتيجية الوطنية للصحة في مصر، وتعزيز النظم الصحية نحو التغطية الصحية الشاملة وتعزيز فرص الحصول على الخدمات الصحية الأساسية الجيدة، من خلال توسيع وتعزيز منظومة التأمين الصحي الشامل، والتأكد من أن الموارد البشرية العاملة في مجال الرعاية الصحية مناسبة وملائمة للأهداف المرجوة.

وأضاف حساني أن الاستراتيجية الوطنية للصحة في مصر تعمل على تعزيز العدالة الصحية والحوكمة والقيادة والمساءلة من خلال تحديد أدوار ومسؤوليات وزارة الصحة والسكان فيما يتعلق بالكيانات والمنظمات الصحية الوطنية الأخرى ذات الصلة، بالإضافة إلى تعزيز تنمية القدرات القيادية وضمان الروابط القوية بين وزارة الصحة والشركاء العاملين في قطاع الصحة.

وأكدت الدكتورة نعمة سعيد عابد، ممثلة منظمة الصحة العالمية في مصر، أن التعاون مع وزارة الصحة والسكان في إعداد استراتيجية التطوير المؤسسي من أولويات المنظمة، للتعاون المشترك وفقاً لبرنامج العمل العام الرابع عشر لمنظمة الصحة العالمية (2025-2028) بما يتوافق مع أولويات الصحة بالدولة، مؤكدة حرص المنظمة على تقديم كافة سبل الدعم للوزارة لعملية التطوير المؤسسي لقطاع الصحة في مصر.

وقال خالد حبيب مستشار منظمة الصحة العالمية للتطوير المؤسسي إن المنظومة الكاملة للبناء والتحول الاستراتيجي تنطبق على المؤسسات والمشاريع التي يتم الإعداد لإطلاقها، حيث تضمن تحقيق أعلى مستويات التكامل بين العناصر الاستراتيجية المختلفة من نقطة البداية، كما تنطبق على المؤسسات والمشاريع القائمة، وتمثل تقييماً شاملاً لجميع المحاور والمكونات الاستراتيجية، بالإضافة إلى تحليل الفرص والإمكانات ونقاط التميز والضعف، مما يؤدي إلى بناء منظومة للتحول الاستراتيجي وتعديل المسار.